البقرة، ٢٥٧ ..

الثلاثاء، 17 أغسطس 2010 في 12:48 ص

{ اللهُ وَلِيَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلِى النُّورِ }
سورة البقرة، آية ٢٥٧ ،

الله وليّ الذين آمنوا : مُتوليهم بحفظه ونصره وتوفيقه .
الظُلمات : ظلمات الجهل والكُفر .
النور : نور الإيمان والعلم .

- ثُم أخبر تعالى أنه ولي عباده المؤمنين فهو يخرجهم من ظلمات الكفر والجهل إلى نور العلم والإيمان، فَيكَمَلُون ويَسعَدُون .
* ولاية الله تعالى تِنال بالإيمان والتقوى .

أيسر التفاسير٫ لكلام العلي الكبير٫ المجلد الأول٫
- أبي بكر جابر الجزائري

،

حقيقةً٫ لا أعلمُ ماذا أَُضيف!
عندما يقولُ اللهُ عز وجل أنه ولي الذين آمنو، ولي المؤمنين، الموحدين٫ هو متوليهم بالحفظ والصون٫ والتوفيق والتييسر والتسهيل٫ .. فقط نؤمن، ليكون الله وليُنا، ..
والمقصود بالهداية، والإخراج من الظلمات إلى النور، ليس فقط من الكفر إلى الإيمان، ليس من الشرك إلى التوحيد، .. بل أيضًا من الجهل، والتيه، .. عندما يفقد الإنسان معنى كُل شيئ، عندما يفقد نفسه! مبادئه، عندما يشعر بفقدان روحهِ! جميعها من الجهل والضياع، .. فإن نحنُ آمنا، فالله متولٍ أمرَ إخراجنا من كُل الظلام والضياع والجهل، إلى النور! نور الإيمان، نور العلم والمعرفة، .. فلا ضياع، ولا فقدان، ولا مُبهمات!
ألا تحدثُ كثيرًا ؟ خصوصًا في هذه الفترة من العُمر، المُراهقة، بكل ذبذباتها، وتغييراتها، وعدم استقرارها، .. ألم نشعر بالضياع عشراتٍ، لكنا وجدنا النور ؟ .. ألم تمر علينا فترات شعرنا بفقدان معنى كُل شيء، ألم نفكر في الإنتحار بسبب أي أمور تحدث لنا، وعدم وجود شيء يدفعنا "لنعيش" ؟
لكنها لا تطول، فدائمًا ما نشعر بلحظات " تنوير" تأتينا، ويطرب القلب، وينبض مرفرفًا، لتجتاحنا تلك الارتجافة في كامل جسدنا، وليس من برد، إنما من إحساس بلذة روحيةٍ ؟

اللهُ عالمُ الغيبِ، يعلم مافي قلوبنا، وعقولنا، يعلمُ فيما نفكر، وبمَ ننوي، وهو يُجازِ كُل شخصٍ بعملهِ، ونواياهُ، .. يختبرنا، كثيرًا، .. ويبتلينا، .. ليمتحنا،
في زمن الصحابة والسلف، كانو يفرحون عندما تأتيهم البلوى، فهي دلالة حُب الله لعبدهِ، .. فهو يبتليه ليغفر له خطايا كان قد أقترفها،
ويختبر صبره، ومقدار رغبته في الهداية، ..
لو تأمل الإنسان وتفكر، لوجد أن كُل شيءٍ يأتيه، هو نتيجة لما فعل، .. وكُل شيءٍ يعملهُ، هُو نتيجةٌ لتوفيقٍ من اللهِ، أو وسوسةِ شيطان،
في رمضان، .. تُكبلُ الشياطين! لا تبقى إلا صغار الشياطين، فقط، .. وذواتنا! أنفسنا الأمارة بالسوء، ..
فكل ذنبٍ، أو سيئةٍ، أو تجاهل، أو تكاسل، أو تقصير من الإنسان في حق نفسهِ بظلمها أولًا، أو في حق أهله، أخوته، رسوله، دينه وربهِ، .. فهو من نفسه الأمارة بالسوء!!
أحيانًا، أشعر بالاشمئزاز والاحتقار لذاتي، ألهذه الدرجة أنا ضعيفة أمام نفسي الأمارة بالسوء ؟!! لا أستطيع السيطرة على شيءٍ في داخلي، مع كُل شيءٍ أملكهُ أنا، من عقل ووعي، .. تسيطر علي هي بهذه البساطة ؟!!
يقول الدكتور طارق السويدان في برنامج عملتني الحياة جُملة، لطالما أمنتُ بها، .. يقول " كُل شيء عبارة عن قرار "، فسعادة الإنسان قراره، وتعاسته قراره، .. قرارك أنتَ، أن تغضب مما حدث أو لا، .. قرارك أنت، أن تضحك على ما قيل أو لا تضحك، كما هو التييسير من الله، .. فاللهُ سبحانه وتعالى يهدي الإنسان، ويضيء له الطريق الصحيح، .. والإنسان يقرر، أن يمشي في هذا الطريق أم لا، .. كما هي الحياة والفرص، وكُل شيء! فالشعور والإيمان بالأمل قرار، واليأس والكسل قرار، النجاح عبارة نتائج سلسلة من القرارات، والفشل قرارك أن تركن وتستسلم، والأمثلة لا تنتهي، .. ولهذا السبب نحنُ مُحاسبون يوم القيامة، لأن القرار بيدنا!
بيدنا أن نخضع للظروف، وبيدنا أن نجاهد ونعمل ونستمر، ..
وبيدنا، أن نجعل الله ولينا، ونمشي في الطريق الذي هداه لنا، .. كما بيدنا، وقرارنا، أن نبعد عن الله، ونمضي في طريق الضلال الملتوي، مع كامل وعينا بأنه ضلال! - ولم يكن وعيًا ظاهرًا، فهو وعي في العقل الباطن، تجده إحساسًا يلوح لك بين الحين والآخر، كالهمسة! -

ربي يوفق جميع المسلمين، ويهديهم، وييسر لهم عبادته، وييسر لهم اتخاذ قرار المضي في الطريق المستقيم،
ومن أحب، .. يا رب .
،
.
.
أشعر بطريقة ما أني تهت،
في وسط كتابتي، اضطريت أقوم أعمل حاجة ورجعت، وما عرفت أمسك الخيط من اخر مكان تركته
أتمنى بس ما يكون الاختلاف باين لدرجة كبيرة

، ....
إضافة،
في المدرجة ما قبل السابقة، ذكرت حالتي مع بداية رمضان، ..
قيل لي أن هذه المدرجة طويلة جدًا، لذا لن أكرر ما قُلت في تلك المُدرجة،
كُنت أحتاج إلى دفقات روحانية، .. والحمدلله، من ليلة أمس، مع أيسر التفاسير، والتأمل، كان دفقة جيدة، .. اليوم، استيقظت على إعلان أمي " سنذهب للإفطار عند "ستي"، أم بابا! عند الحرم، .. لم أصلِ التراويح حتى الآن، أتيحت لي الفرصة بالأمس، لكني لم أستطع! .. لكن اليوم، قررتُ أني سأصليها، .. في الحرم! الحمدلله، الحمدلله، .. أرفع ايدي، أكبر، طرف الكعبة يبان من الشباك، وجزء من الصحن، والحرم بأكمله أمامي، أرى الناس في سطح الحرم، ترفع أىديها، مُكبرة، وصوت الإمام، وهو يُكبر، ثم يبدئُ تلاوته بسورة الفاتحة، .. الحمدلله، كان ما أحتاجه حقًا!
إعلان آخر في السيارة، .. الخميس بإذن الله سنذهب إلى المدينة المنورة! إلى يوم السبت، .. هل أصرخ أم أقفز فرحًا ؟! حمدًا لك ربي، يسرت لي كُل ما يجعل لي رمضاني " رمضانًا " حقيقيًا، الحرم المكي، والمسجد النبوي، والتراويح، والصيام، والتفسير، والتأمل، والتفكر، .. الإدراك، الوعي، التنوير، .. ماذا تبقى ؟
جلسات التعبدِ على السجادةِ الوردية، .. هُو قرار! بإذن الله تعالى،
يا رب، كما ييسرت لي أن يكون رمضان هذا نقطة تحول كبيرة في حياتي، .. ييسره لمن أحب، لعائلتي، وأخواتي، وأخوتي، وأصدقائي، يا رب .. ييسر لهم الخير، أنر لهم درب الخير وييسره لهم يا علي يا قدير،
آمين، آمين، آميين .. (F)
* ألم أقل أني لن أتحدث كثيرًا ؟ حسنٌ، لم أستطع،
=D

0 التعليقات

إرسال تعليق

شاركوني بحديثكم، .. فكُل شيء يحلو بالتكامل، وللنقاش جماله !