بتلةٌ عاشرةٌ ! .. حملةُ معًا نحو التطوير ،

الأحد، 21 ديسمبر 2008 في 8:35 م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلًا وسهلًا بالجميعِ ،
كيف حالكم ؟

بمناسبة اقتراب نهاية السنة ،
اطلقنا حملة .. :
معًا نحو التطوير !

حملة معًا نحو التطوير .. اكتب لصديقكَ خطابًا بمناسبة نهاية السنة ، وصف له مدى تطوره ، وسلبياته وايجابيته بدون مجاملة
، + نصيحة صغيرة !

شرح الحملة .. :
في خطوةٍ لتقييمِ أنفسنا ، ومعرفة آراءِ الأُناس حولنا فينا ، لذا في هذه الحملة ، سيقومُ كل شخصٍ بكتابةِ خطابٍ لكل شخصٍ يُحبه ،
ليُخبرهُ فيها بـ ..
+ مكانته عندك ،
+مدى تغيره في السنة الأخيرة ،
+ سلبياته وإيجابياته ،
+ كيفية معالجة السلبيات < في حال وجود المعرفة والخبرة !
+
نصيحة أخيرة ،
+ تهنئة بالعام الجديد

< هذه الأساسيات فقط ، وكل شيءٍ قابل للزيادة ..

بالطبع ، الرسائل أو الخطابات ستصل لأصحابها وحدهم سرًا وليس علنًا ، سواء عبر إيميلاتهم ، أو رسائلهم الخاصة ، أو حتى تُسلم باليدِ ، وتسلمُ في ليلة نهاية السنة فقط :)

\/ ملحوظة أخيرة ، لمن يُريد نشرَ الفكرةِ في أي مكانٍ آخر فهذا مسموح ، بشرطِ ذكر المصدرِ الأساسي ، مدونة بتلات زهرة ، لصاحبتها إكليل : )


كل الود والتوفيق للجميع ،
وكل عامٍ وأنتم بخير من الآن ..
سنة سعيدة على الجميع بإذن الله ~ }


بتلةٌ تاسعةٌ ..! إهداءٌ ~

الاثنين، 1 ديسمبر 2008 في 6:12 م

صباحٌ مُشمسٌ آخرٌ ، ويومٌ مُملٌ جديدٌ ~

ما فائدة العُطلِ إذا لم نستطع الاستمتاع فيها بما نريد ؟! لا بحرٌ ، ولا جبلٌ ، ولا وادٍ ! لكن لا بأس ، عُطلةٌ في المنزلِ أفضلُ من عشرةٍ في المكتبِ ،!

تمددتُ على كُرسي أمام النافذةِ الكبيرةِ المُطلةِ على الميدانِ العامِ ، جرسُ الهاتفِ يرنُ .. أوه ليسَ في مقدورِ يدي الوصول إليهِ ! .. لا يُهم ، من يُريدني لأمرٍ هامٍ سيُعاودُ الاتصالَ ،

تمددتُ أكثرَ على كُرسيَ المُريحِ ، الذي أكادُ أختفي بين طياتهِ ، كمْ أحبُ كُرسيَ العزيز ~ !

إزعاجٌ آخرٌ ، عادَ جرسُ الهاتفِ يرنُ ، مَنْ الذي يبحثُ عنَيْ فِيْ مثلِ هذا الوقتِ من السنةِ ؟!

- حَسنًا ، حَسَنًا ، أنا قادمة ، قليلًا فقط ،

وصلتُ إلى الهاتفِ ورفعتُ سماعتهُ إلى أُذنيْ ، فإذا بصوتٍ لم أسمعهُ مُنذُ زمن يصدحُ فجأةٌ ، لماذا يصرخ ؟! .. يا إلهي إنه علاء ، بنبرة صوتهِ المُرتفعة !

- علياء ، علياء ، هل أنتِ هُنا ؟! .. مرحبًا !

- نعم أنا هُنا يا علاء ، ما الأمرُ ؟!

- صباحُ الخيرِ أولًا يا شقيقتي الصغيرة ، كيف حالكِ ؟

تورد خداي ، إنه علاء حقًا ، أخي الأكبر الذي لم أرهُ منذُ أكثرَ من السنةِ !

- صباح النور ، الحمدُ للهِ أنا في خيرِ حالٍ ، وأنتَ ؟ .. ما هي أخبارك ؟

- نحمدُ الله دائمًا يا عزيزتي ، قبلَ أن أنسىْ ، هل أعددتِ هديةٌ لعمنا اليوم ؟

- هدية ؟! .. لماذا ؟!

- احم ، يبدو أنكِ أصبحتِ كالناسكةِ يا أُخية ! .. ألا تتذكرين تاريخَ اليوم ؟! إنه يومُ ميلاد عمنا الوحيد ، ليس من المعقولِ أن تنسي !

- حقًا ؟! هل أنتَ متأكد ؟!

بدا كأنه سيأكل الهاتف ويمسك بي ويهزني هزًا ، كثيرًا ما أحمدُ ربي على أنهُ مسافرٌ للنصفِ الآخرِ من الكوكبِ !

- بالطبعِ مُتأكد ! .. حفلةُ يومِ ميلاده اليومْ ، في بيته الجبلي المُعتاد ، أم تراكِ نَسيتِ عنوانه أيضًا ؟!!

- لا لم أنسَ ، على كلٍ ليست مُشكلة ، يُمكنني جلبُ هديةٍ له في غضونِ نصف ساعةٍ ،

- جيدٌ جدًا ، أنا في طريقي إليه الآن ، ومعي هديته ، سأنتظر وصولكِ بعد ساعتين ،

- ساعتين ! .. لماذا ؟!

- علياء ! .. ماذا أصابك ؟!! أنسيتِ أن عمي يُحب حضورنا المُبكر لننعم بجلسةٍ عائليةٍ مرحة ! .. حقًا يبدو أنكِ كُنتِ تعيشينَ حياةَ النُساكِ ، حتى تقاليدنا نسيتها ! .. هيا بُسرعة ، ارتدِ ثوبكِ وأسرعي ، سيحزنُ إذا ما تأخرتِ ، هيَا ،

- حسنًا ، ساعة واحدةٌ فقط وسأكونُ في الطريقْ .

وأغلقتُ الهاتفَ ~ .. رائع ! .. يبدو أن العُطلةَ هذه السنةَ ستكونُ مُختلفة ، منزل جبلي ، مع عمي وأخي وبقية العائلة ، وحفلة ميلادٍ ، جميل جدًا ! .. أسرعتُ نحو غُرفتي أرتدي فستانَ العيدِ الوردي الذي حسبتُ أني لن أرتديهِ قريبًا ، صففتُ شعري بسرعةٌ وأني أطلقهُ وأضعُ وردةً صغيرةً فوق أذني ، خطفتُ حقيبتي وأسرعتُ إلى سيارتي الجميلة ، أدرتُ مُحركها في سرعةٍ وأنا انطلقُ بها إلى وسطِ المدينة ، هُناكَ محلُ ساعاتٍ سيفي بالغرض ، لحظة ما هذا ! .. يا إلهي ، لقد نسيتُ نظام الصوتِ يعملُ منذُ الأمسِ ! .. مددتُ يدي وأغلقته ، ليسَ الآنُ ، سأحتاج إلى تأثيرهِ على الطريقْ ، جيدٌ ها قد وصلنا ، تركتُ مُحركَ السيارةِ يدورُ وأنا أغلقُ قفل الأبوابِ وأدخلُ المحلَ العريق ، من المعروفُ أن ساعاتهِ السويسريةِ هي الأفضلُ في الكونِ ، لا يُهم ، فعمي يستحق أضعافها في النهاية ، أتاني أحدُ القائمينَ على المحلِ وهو شابٌ عابثٌ كما يبدو ، تقدم وهو يقول :

- أهلًا وسهلًا بكِ سيدتي ، هل لي بمُساعدتكِ ؟

لماذا يُحبُ الجميع تكرار هذا السؤالِ البغيضِ ؟! لا بأس ، سأستعينُ بهِ لأنتهي مما أريدُ بسرعةٍ ،

- المعذرة ، ولكني أبحثُ عن ساعةٍ لشخصٍ في أواخرِ العشريناتِ ، ساعة بيضاء ، مع سوارينِ من الجلدِ ، أنيقة ورسمية بعض الشيءْ .

- أتيتِ للمكانِ المُناسبْ ، لقد وصلتْ آخرُ مجموعةٍ من هذا النوعِ بالأمسِ فقطْ ، تفضلي من هُنا رجاءً .

اتبعته إلى أقصى رُكنٍ في المحلِ ، لأرى عارضةً تدورُ ، وعليها مجموعةٌ مُختلفةٌ من الساعاتِ ، جميعها تنطبقُ عليها ما كان في خاطري من صفاتٍ ! .. رائع ، أمامي أكثرُ من أربعينُ نوعًا ، كيف سأختارُ الآن ؟! ..

- لحظة ، أوقف العارضة رجاءً .

مد يدهُ بسرعةٌ ليُمسكَ بالعارضةِ ويًُوقفها ، أطلتٌ النظرَ في صفٍ من الساعاتِ ، ثم أشرتُ إلى إحداها ، كانت متوسطة الحجمِ ، بخلفية فضيةٍ ، وإطار فضيٍ ، مع سوارٍ من الجلدِ الأسودِ ، أدخل الشابُ مُفتاحًا في قاعدةِ العارضةِ وفتحَ الزجاجَ ليُحضرَ الساعة التي اخترتها ، ذهب إلى ركنٍ قريبٍ وأتى بعلبةٍ قطيفيةٍ وهو يقول :

- هُنا قلمٌ أزرقٌ جافٌ يأتي مع هذه الساعةِ ، هل تريدينهُ أم لا ؟

أريده بالطبع ! .. كيف للساعة أن تُصبحَ " ساعةً " من غيرِ قلمٍ يُزينُ المكتبْ مع الساعة في اليدِ ، أشرتُ له في برودِ بإضافته بينما أدرتُ ظهريْ لأشاهدَ عارضةً أُخرىْ ، نحنحةٌ بسيطةٌ بجانبي ، فإذا بالشابِ يحملُ كيسًا ورقيًا أنيقًا في يدهُ ، وهو يُشيرُ إلى جهةِ الحسابِ ، تقدمتهُ إلى هُناكَ وأدخلتُ بطاقة حسابي في الآلةِ وأُتبعها بالرقمِ السريْ في سرعةٍ ، ثوانٍ هي ، ثم سلمني الشابُ الإيصالَ مع الكيسِ وهو يقولُ :

- أتمنى لكِ يومًا جميلًا سيدتي ، وشكرًا لكِ لاختيارِ محلاتنا ، نتمنى أن نراكِ مرةً أخرىْ ،

رسمتُ له ابتسامةً سريعةً وأنا أفتحَ قفلِ باب السيارةِ وأضعُ الكيسَ على الكرسيْ بجانبي وانطلقُ نحو الطريقِ الجبليْ ، في وسطِ الطريقِ بدأتُ أشعرُ بالدوارِ ، هُنا يأتي دورُ نظامِ الصوتِ الجديد ، ضغطتُ بإصبعي على زرٍ دائريٍ صغيرةٍ ليظهر على الشاشة اسم الأغنية اللي كنتُ أسمعها بالأمسِ ، وكالعادةِ لم أكمل سماعها ، بدأ صوتُ الأغنية تعلو من منتصفها - كالمُعتادِ أيضًا - أووه ، هذا المقطع ! ..

Because you live and breathe

Because you make me believe in myself

When nobody else can help

أتى في وقتهِ كما يبدوْ ! ، أخذتُ الأغنيةُ تُعيدُ نفسها طوال الطريقِِ ، ولحسنُ حظي وصلتُ قبل إكمال المرة الألفْ ، كانت بوابةِ السورِ مفتوحةٌ لحسنِ الحظِ ، أوقفتُ السيارةَ أمام البابِ الخلفيْ ، اقتربتُ من البابِ وأنا أخبئُ الكيسَ وراءَ ظهريْ ، بنية طرقِ البابِ رفعتُ يدي ، فإذا بالبابُ يُفتح تلقائيًا ، لأنه مفتوح بالفعلِ ودفعةٌ بسيطة هو كل ما كان يحتاجهُ ! ..

نوبةُ كرمٍِ حاتميٍِ أتتهُ كما يبدو ، مشيتُ على أطرافِ أصابعي وأنا أتوجهُ إلى الصالةِ الكبيرةِ المُطلةِ على الحديقةِ ، فإذا بالكيسِ خلفي يُسحب ، التفتُ بسرعةٍ لأجدَ نفسي وجهًا لوجهٍِ أمامَ عميْ وهو يُمسكِ بالكيسِ ويقولُ مُعاتبًا :

- آخرُ الواصلينِ ، زائد تأخيرٌ لمدةِ ساعةٍ ونصفٍ ، ما العقاب الذي تستحقينه في هذه الحالة ؟!

فلتت مني ضحكة صغيرة وأنا أطبع قبلةٌ على جبينه وأهنئهُ بإتمامهِ الـ 27 عامًا ، كان يبدو أصغرَ من ذلكَ بسنتين أو ثلاث ، ولكني - وكعادتي - ناديتهُ بلقبِ " عمي العجوز " ، كان يتظاهرُ بالغضبِ من هذا اللقبِ ، ولكن لا بأس ، المُهم أن الابتسامات تعلو الشفاه في النهايةِ ، كانَ الحفلُ رائعًا ، بروحهِ المرحةِ العاليةِ ، استطاعَ إسعادُ الجميعِ على الرغمِ من أنها حفلةُ ميلادهِ هُوْ !

من يُصدق أن هذا الشخصُ أكبر مني بالفعل ؟! .. يالها من حياةْ !

بدأتِ الحفلةُ في العصرِ ، ولم تنتهي إلا قبل منتصفِ الليلِ بنصفِ ساعةٍ بالضبطْ ، جميعُ الضيوفِ رحلوا ، فقط بقيتُ أنا وأخي علاء مع عمنا ، آخر ساعتينِ قضيناها في الحديقة المُحيطة بالمنزل ، الكبيرة ، الواسعة ، والجميلة ، في النهاية أصرَ عُمنا علينا المبيتَ عنده لأيامِ العُطلةِ الثلاثْ ،

وافقنا مُجبرين بارتياحٍ ، فلا أحد يرغبُ أن يقودَ إلى المنزلِ في طريقٍ جبليٍ غريبٍ نسبيًا ،

في النهاية - ثانيةً ! - خلدنا إلى أسرتنا في غرفنا المتجاورة كالموتى ، وكعادتي - أيضًا ! - لم أستطيعَ النومَ قبل أن أتمنى لكليهما نومًا هنيئًا ، ولدبي الصغير ليلة سعيدة !


إهداءٌ .. إلى عمي العزيزْ ~

كل عامٍ وأنتَ بألفِ خيرٍ !



بَتلةٌ ثامنةٌ .. ! .. نَحنُ فِيْ قَلبِ السَمَاْ !

السبت، 16 أغسطس 2008 في 12:59 م

السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتهِ

الفَنَ الإسْلامي والعَربي الراقي !
عَلى الرُغمِ مِن كُلِ الجُهودِ المَبذولة ..
إلا أنني أنا شخصيًا - أتحدث عن نفسي هاهُنا - من النادرِ أن أجد ما يُطرب قَلبِيْ ويُؤثرُ فِي من أولِ مرةٍ !

فأتت نحنُ في قلبِ السَما من صديقةٍ غاليةٍ .. لأجد بعض ما كُنتُ أبحثُ عنهُ منذ زَمنٍ طويلٍ جدًا ..

نَحنُ فِي قَلبِ السَما .. لموسى مصطفى ..

فقط أنتظر دقائق لانتهاء التحميل ، وأقوم بوضعها هُنا ،
وإلى حينها ..
تستطيعون تحميلها مِنْ هُنا فيديو :

نَحنُ فِي قلبِ السَما




بصيغة mp3 .. من هُنا :

نحنُ فِيْ قلبِ السَمَاْ

حَقيقة من أروعِ ما سمعتُ حتى الآن ،
سواء من الفن الإسلامي أو العربي ..
أو حتى الغربي الذي كُنتُ أدمنه .. : )

استماعًا مُمتعًا ومؤثرًا ..،

.
.

(F)

سابعُ البَتلاتِ ..! سلسلتي أنا وبرفيسوري ،، طَاْئِرَتِيْ الْوَرَقِيْةِ ..،

الاثنين، 28 يوليو 2008 في 10:28 م


أنا وبروفيسوري ،، طائرتي الورقية ..،


في ذلك الصباح لم أستطع تناول قهوتي ،، بل لم أستطع إعدادها من البداية ، فقد أفقت من نومي في ساعة متأخرة ، وسأتأخر عن العمل إن لم أُسرع ، ولهذا لم يكن هناك متسع لتناول الإفطار ، أول صباحٍ بلا قهوتي !

ذهبت إلى مكان ركن سيارتي المعتاد مُهرولةً ، جلست في مقعدِ السائقِ وأنا أدعو الله أن لا أصادف ما يحول دون وصولي في الموعد المحدد ،

في ذلك الصباح البديع وبين ظلال تلك الشجيرات ، كانت سيارتي تتهادى على طريق الحي الرئيسي ..

وفجأة ، رأيت أمرًا أجبرني على الوقوف في منتصف الطريق ،، طفلٌ صغيرٌ يمسك بِبَكرةِ حبلٍ وهو يجري محاولًا اللقاء بطائرته الورقية التي كانت تطير مبتعدة ..

ومضاتٌ لذكرياتٌ ظهرت في عقلي .. لأعود بذاكرتي إلى ذلك اليوم ..

حين دخل بروفيسوري علي ليراني أصنع طائرتي الوردية في غرفتي ، اقترب مني بهدوئه المعتاد وهو يتساءل :

- ما الذي تصنعينه يا صغيرتي ؟

وضعتُ آخر لمساتي الفضية على طائرتي قبل أن أجيبه قائلةً :

- أنا أصنع طائرتي الورقية يا جدي ، فقد رأين أبناء جارنا اليوم يلعبون بها ..،

فأمسك بها وهو يقربها منه قائلًا :

- هل تعلمين كيفية اللعب بها ؟

- لا يا جدي ، ولكني سأتعلم .

أجبته وأنا أحاول أخذ طائرتي منه ، فابتسم وهو يعيدها إلي ويقول :

- إذا ما رأيك لو قمت بتعليمكِ أنا يا صغيرتي ؟

فأجبته بدهشةٍ فرحةٍ :

- أحقًا أستاذ ؟

- نعم حقًا يا صغيرتي .. ويمكنك أن تقولي أنه درسكِ الأول !

فهتفتُ وأنا أكادُ أقفز من الفرحةِ :

- أنا موافقة ، بالطبع موافقة .

فابتسم وأخذ الطائرة بيده اليسرى وهو يمسك يدي بيمناه ، قادني إلى سطح المنزل ، المكان الذي لا أكاد أذكره ..

أخذ بكرة الخيط مني وقام بربط الخيط بالطائرة الورقية بقوةٍ مثبتًا إياه لئلا نفقد الطائرة .. قام بروفيسوري بإعطائي طائرتي الورقية لأقوم بأولى تجاربي في محاولةٍ لجعلها تطيرُ .. كنت أمسك بها وأركض من بداية السطح إلى طرقه الآخر ،، كان أستاذي في البداية يبتسمُ ، ثم أخذت ابتسامته تتحول إلى ضحكةٍ شيئًا فشيئًا وهو يتابع محاولاتي الفاشلة ، الواحدة تلو الأُخرى ..

ثم اقترب مني أخيرًا وهو يبتسمُ ابتسامتهُ الحنون ، بصمتِ قام بأخذ الطائرة الورقية مني واقترب من سور السطح ، وهو يتأكد من سلامة الطائرة ، عندما هبت نسمة رقيقة .. قام جدي برمي الطائرة ومدِ الحبل ، ولدهشتي أخذت الطائرة ترتفع .. رويدًا ، رويدًا ،

إلى أن أصبحت تُرى كالنقطةِ الصغيرةِ .. اقتربت من بروفيسوري العبقري وأنا أهتف :

- جدي ، أنتَ بارعٌ جدًا في اللعب بالطائراتِ الورقيةِ !

فابتسم جدي وهو يقول :

- لا يتعلق الأمر بالبراعةِ عزيزتي ، بل يتعلق بالمعرفةِ والخبرةِ ،، فأنا أعلم أن الطائرات الورقية تحتاج إلى بعضِ النسماتِ لكي تطير ، وخبرتي تخبرني أنه حال هبوب النسيمِ علي ترك الطائرة وإعطائها حريتها كي تطير ، خذيه كدرسٍ أولي ، افهميهِ وطبقيهِ في حياتكِ صغيرتي ، المعرفةُ والخبرة ، من أهم الأمور التي يحتاج إليها الإنسان ليصل إلى النجاح .

تنبهتُ من ومضاتِ ذكرياتي ، لأترجل من السيارة مُسرعةُ لكي أرى ما الذي حل بالطفلِ لأجده يُمسكُ بطائرتهِ وهو فرحٌ مسرورٌ ، لأن تخربيها لم يتم ..

انحنيت وطبعتُ قُبلةً على جبينه وأنا أحمله بين يدي وأسلمه لوالدته التي حملته وهي تبدو أشبه بالحمامة من فرحتها ،

عدت إلى سيارتي وأنا أتذكر طائرتي الورقية الوردية اللون !

لا بد أنها الآن بمكانٍ ما ، في بيتنا القديم ،، ومن يدري من يمتلكها الآن .. !

مضيت وعلى وجهي ابتسامةٌ بدوري ، فجميع الذكريات رائعةٌ .. جميعها ..،

إكليل الجبل

الأربعاء

01 : 00 a.m