§{،، حَـكَـايَــا مَــا قَـبْـلَ الْـنَـومِ !

الأحد، 14 مارس 2010 في 5:22 م

فِي كُل ليلةٍ ، عندما نَذهبُ لأسرّتنا ، ونضعُ رؤوسنا ،على مخدّاتنا العزيزة، مُستشعرين لذة ملمسها الناعمِ، لتبدأ أحداثُ اليومِ والأمسِ تتوالى ، وتُعرضُ في أذهاننا ،
في هذا الوقتِ، تحلو الحَكَايَا ، ويحلوا التخاطرُ والسمرُ ، بصوتٍ غيرِ مسموعٍ نتهامسُ ، نحنُ وذواتنا ، وكأنها تختلفُ عن الـ " أنا " ، نتحادثُ .. دون صدى ، تُرسمُ ببطأٍ البسمةُ ، وتنزلُ بقوةٍ الدمعة ،
حديثٌ مع الدمعِ في كلِ ليلةٍ من ليالي الشتاءِ، ومن سنجدُ أقربَ من الدمعِ لنُحادث في ظلِ هذا البردِ القارصِ ؟
حَيَوَاتُنا كفصلِ الشتاءِ ، تكسونا بآلامِ البردِ، تقشعرُ أجسادنا ، وتلكمُ الدمعة .. لم تصل للوجنِة بعدُ!

حديثُ الشتاءِ تحت شُعاعِ القمرِ
آخذًا إيايَ لدُنيا الخيالِ ، حيثُ يشتدُ ازرقاقُ النهرِ
تشعُ قممُ الجبالِ نورًا
كأنّ بذاتهِ أضاء الحجر
هبّ نسيمُ ليالينا ، مُداعبًا أغصانَ الشجرِ
نُحتضنُ بأيدينا، ناظرين للبدرِ
مُتأملينَ، باحثينَ بين الأمورِ عن السرِ
لا غافيًا ، لا واعيًا ، بل نَاشيًا على أنغامِ السحرِ
دامعًا، حالمًا بما قبل يومٍ وشهر
مُستلقيًا قُربَ جدولٍ
آمنًا كُلَ مكروهٍ وخطر
آملًا لو يطيبُ العيشُ وحيدًا
لكن دُونما رحيلٍ ولا هجرِ
مُدّت أناملنا للسماءِ
علّها تُرزقُ بفيضِ مطر
ناظرًا عاليًا ، نحو الفضاء
مُحلّقًا فوق البحرِ
لا ندري، أحقٌ هو أم حلم
تقشعرُ أجسادنا من البردِ
ننقشُ أسامينا على جذوعُ النخلِ
ونحفرُ حكاوينا على أسطحِ الصخرِ
ليلة بعد ليلة
حتى يُملاُ الجرفُ قبل السطرِ
مرةً بعد أُخرى
هكذا يا صديقي يحلو في الشتاءِ السمرِ !


لا أدري ما علاقةُ السابقِ بالأسبقِ ، أهو نتيجةُ الحنينِ أم الألمِ ؟!
الحنينُ لماذا .. ؟ لتلكَ الليالي الشتويةِ رُبما!
لياليّ المُفضلة التي كُنت أعشقُ ، ولا زلتُ 3>
ما سبقَ مُجردُ بوحٍ،
أبوحُ بحبي للكثيرِ . والكثيرِ ،
كانت الوحدةُ ألمًا ولا زالت ، أبعدها الله عن جميعِ المُسلمينَ،
شعورُ الفراغِ أو الامتلاءِ .. في تلك العضلة الصغيرة داخلَ قفصكَ الصدري، .. قاتلٌ!
لا يُحتمل، وليس دائمًا أُفلحُ في معرفة مُفتاحِ صندوقِ علاء الدينِ!
الكتابة مُتنفسٌ جميلٌ ،
وتصبحُ أجملَ لي، عندما تكونُ مجموعة رمزياتٍ لا تكادُ تُفقهُ ،
لكنها تحملُ وتعني العديدِ من الأمورِ ..
اووه! أشعرُ بالراحةِ الآنَ!
بعد بضعِ ليالٍ كارثية ،،
أعادت لي ذكرى الليالي المراكشية - كما أحببتُ تسميتها - !
أم هي ليالٍ أندلسية ؟
لا فارق النهايةِ!
حمدًا للهِ على كل شيء 3>

كُلُ شيءٍ بعدلٍ ووسطية !

السبت، 20 فبراير 2010 في 3:17 م

بسم الله الرحمن الرحيمِ، والصلاة والسلام ، على أشرف الأنبياء والمرسلينَ ، سيدِنا محمدٌ خيرَ الآنامِ ، وعلى آلهِ وصحبهِ مسكُ السلامِ ،

أتى دينُنَا الإسلاميُ الحِنيفُ داعيًا إلى التوسطِ والعِذلِ في كُلِ شيءٍ من أمورِ حَياتِنا، فلا يُقدمُ أمرًا دُنيويًا على آخر ، مما قد يؤثرُ سَلبًا على أمورٍ أخرى أكثرَ أهميةٍ ، .. كموضوعِ الدراسةِ لدى الأهلِ ، فستجدُ في موضوعِ عدمِ الوسطيةِ نوعينِ من العَائلاتِ ، فإحداهما تحثُ أبناءها المُشاكسينَ والمُهملين على الدراسة ، وتحاولُ ترغيبهم فيها بالجوائز والمحفزات ، وعندما ينجحُ ابنهم بتقديرِ "جيدٍأو "جيدٍ جدًاتَجدُهم يفرحون بهِ وىُسعدونَ أيما سعادةٍ ، ويغرقونهِ بأنواعِ الهِدايا التي يِريدُها ، فقد نَجَحَ !

أما العائلة الأُخرى ، فهي كذلك تحثُ أبناءها على النجاحِ والتفوقِ ، وتثقُ في ذكاءِ أبناءها ، وتميزهم ، وتُعيدُ تكرارَ الوصايا بالمركز الأول ، ونسبة 100% !

وأتى يومُ النتائجِ أخيرًا ، ليعود الأبناء فَرِحينَ ، فقد نجحوا بتقديرِ امتيازٍ عالٍ ، وتَوَجُوا جهودهم بنسبتي 99% و98.86% ، فصُدم الوالدان! فقد تراجعَ مستوى أبناءهم عن العامِ الماضي ! وتلقى الأبناءُ عِتابًا لتراجع مُستواهم الدراسي ، وطُرح خيارُ سحبِ آخر الهِدايا التي حِصلوا عليها !

 يدفعُنا هذا التناقض الكبير ، وعدم العدلِ إلى التفكيرِ في الأسباب وراء الأفعالِ ، فما الذي يدفعُ الوالدينِ إلى الضغط على أبناءهما ليكونا في القمةِ دراسيًا ، فليستِ الدراسةُ كُلَ شيءٍ في هذه الحياةِ !
شخصيًا أُعاني من هذه المُشكلة ، عائلتي تمثل الفئة الثانية من المُبالغات ، في الصفِ الأول الثانوي ، في الفصلِ الأولِ ، عانيتُ من متاعبَ نفسيةٍ لا حصر لها أيام الامتحانات النهائية ، وبسبب كوني أدرسُ ضمنَ نظامٍ مُطورٍ ، فلا أدرسُ غير 7 موادٍ في الترمِ ، مما يؤثر كثيرًا عند نقصِ الدرجاتِ في النسبةِ ، نقصي لم يزد عن 8 درجات ، فكانت نسبتي 98.86% ، ويبدو أني خيبتُ الآمال بهذه النسبة ، ففي الصف الثاث المتوسط كانت نسبتي 99% ، !

لم أحب هذه النسبة أنا ذاتي ، تمنيتُ نسبةً أع‍لى، وحزنتُ حينها ، لكن زاد ردُ فعل أهلي إحساسي بالحُزنِ والسوءِ ، تعلمتُ في حياتي أن لا أدع دراستي هي محورها ، هي مُهمةٌ ومن الأولوياتِ ، لكنها ليست محور حياتي بأكملها ، فهناك الكثير من الأمورِ المُهمة التي يجبُ على الإنسان الإهتمامُ بها ، كثيرًا ما أتعارض مع والدايّ بسبب هذا الأمرِ ، لستُ من النوعِ المُحبِ للتنسكِ وقت الامتحاناتِ ، ولا أحبُ أن أخذَ وقتًا طويلًا في المذاكرةِ ، لكن في الوقتِ ذاتهِ ، لا أقبلُ أن تنزل نسبتي عن 98 وإن ساء الأمرُ كثيرًا 95% كحدٍ أقصى والحمدُ للهِ ! لكن كُلُ هذا لا يعجبُ والدايّ ، رُبما الأمرُ يتعلقُ بأحلامِ الوالدين لأبناءهما ، فأغلبُ العوائلِ ترغبُ في رؤيةِ أبناءها ناجيحنَ كأطباء ومهندسينَ ومحامينَ .. إلخَ !

دونما تفكيرٍ برغبةِ الأبناء أنفسهم ، ويتشتتُ الأبناءُ بينَ رغباتهمِ الخاصةِ ، ورغباتِ والديهم ، ورغبتهم هم شخصيًا في جعلِ والديهم يفخرونَ بهم! .. وعند البعضِ رُبما لا تزالُ فكرة أن كلَ ما يقولهُ الوالدينِ صحيحٌ ، وهو الأفضلُ لنا، حتى فيما يتعلقُ بالتخصصِ الذي سيدرسهُ هو لا والديهِ، والفتاة التي سيتجوزها هوَ لا والديهِ ، .. وهُنا تحديدًا ، يأتي مبدأ الوسطية التي حث عليها الإسلام من ألفٍ وخمسمئة عامٍ .. فالاختياراتُ المصيرية ، إن لم يكن الابنُ واعيًا ومتفهمًا لما يريدُ وكيف يحصلُ على ما يريدُ ، يُعاونهُ الوالدان حتى "يعرف، ويفهم " ولا يقومان بالاختيارِ واتخاذ القرار بدلًا منهُ ! فهذا أكبرُ خطأ يقومُ بهِ الأهلُ معتقدين إنه في مصلحةِ ابنهم ، لكنه يؤثر على شخصيته وتحمله للمسؤوليةِ أيما تأثيرٍ !
شخصيًا، حاولتُ مرارًا مُحاورة والدايّ في هذا الموضوعِ ، عليّ أصلُ إلى حلً وسطٍ معهما ، لكن مع الأسف لم نصل إلى وسطيةٍ حتى الآنَ ، قالَ لي أحدهم أن هذه سنةُ الحياةِ ، رؤى الأهلِ تختلفُ عن رؤى الأبناءِ باختلافِ الاتجاهات الفكرية ، والشخصيات الإنسانية ، ورُبما كان مُحقًا !

لذا يبقى الأمرُ مُعلقًا دونَ حلٍ .. لماذا لا نستطيعُ أن نجدَ شيئًا أسطوريًا كعصى هاري بوتر ، أو جاندالف الرمادي ، تغير لنا مثلَ هذه الأمورِ التي تحتاجُ إلى سنواتٍ وسنواتٍ .. في ثوانٍ معدوداتٍ ؟!

انتهى ..
بقلم : أروى عدنان شفي


كُنتُ طِفلًا ، والآنَ .. أأنا مُراهقٌ ؟!

الجمعة، 19 فبراير 2010 في 12:43 ص


في عُمر الحادية عشرةَ من عُمري
، كانت المراهقة مُجرد مصطلحٍ بالنسبةٍ لي ، لم أكن أعلمُ ما يعينهِ ، ولصغر سني آنذاك ، لم أكن أعي ما يحدثُ للمراهقين في العائلة من حولي
،، حتى بلغتُ الرابعة عشرة من عُمري ، لم أشعر بأي فارقٍ! كُنت طفلة ، تحب اللعب والقفز والجري هنا وهناك، كانت تصرفاتي طفوليةً جدًا ، فكنت أتساءل أهذه هي المُراهقةُ أم ماذا ؟!

لكن فيما بعد
، تنبهت إلى أني في تلك الفترة عقلي تفتح ، بدأت أفرقُ بين الجِد والهزل ، بين أوقات اللعبِ والعمل ، بدأت " أنضجُ " !
لكن التغيير الفعلي
، أحسستُ بهِ عند بلوغي الخامسة عشرة ، السن الذهبية كما قالها لي أحدهم ،، حينها فقط ، شعرتُ بتغيير ، كانت ذاتي نصفين ، نصف طفولي ونصفٌ يميل للِصبا ، تمرُ علي فتراتٌ أكون فيها كالأطفالِ ،، وفتراتٌ أخرى أشعرُ فعلًا بأنني فتاةٌ صبيةٌ ! كان الإحساس الأخيرُ جميلًا ، ولمَ لا وهو دالٌ على النضج والتقدم في العُمر !
الآن ومع اقتراب بلوغي السادسة عشرة
، أشعرُ بأني غارقة في المراهقةِ حتى أُذناي ، أعشقها واللهُ شاهدٌ !

ليومِ ميلادي عندي قدسية خاصةٌ
، لا أقيم احتفالًا أو أي شيء كهذا ، لكني أشعرُ بأنهُ يومٌ خاصٌ ! سنةٌ كاملةٌ من حياتي مضت ، وهاهي الأُخرى قد أتت ، تمضي أعمارنا سريعًا دون أن نشعر ، لم أحضر ميلادي الثالث عشر ، لم أكن أعرف تاريخ مولدي وقتها أصلًا ، لكني عرفتهُ بعدها ، ومن يومها بدأت رحلتي ، ميلادي الرابع عشر ، كان رائعًا ! ولدتُ في الساعةِ الـ 2 ليلًا // صباحًا ، وفي تاريخ ليلتي بالضبط، كُنت مستيقظة في تلك الساعةِ ! ومعي نخبةٌ ممن أحبُ* ، تنفستُ هواءِ عامي السابقَ ، وودعتهُ ، واستقبلتُ عامي الجديد بكل تفاؤلٍ وأملٍ ، ووضعتُ لنفسي أهدافًا لأحققها - وأغلبها لم يُحقق كالعادة - ، وبعد ساعةٍ ، ذهبتُ إلى سريري لأنام
،، واستيقظتُ صباحًا مبتسمة، فقد كَبُرت !

على الرغمِ من أن مرحلة الطفولة مرحلةٌ جميلةٌ ورائعة
، ببراءتها وتلقائيتها وملائكيتها ، لكن حقًا للمراهقة رونقٌ خاصٌ لا يعوض، وسيندمُ من تفوتهُ مُراهقتهُ دون أن يعيشها كما هي ، ويسعد بها ، فهي أساس حياة الشباب والكبر بعدها، الطفولة مجرد تهيئة، لكن في المراهقة يكون التكوين والصقل والبناء ووضع الأُسس ، فاغتنم هذه الفرصة رفيقي المراهق ، اغرس في ذاتك الصفات الحميدة وازرعها واهتم بها ،، وانزع عنها كُل يسوءها ويثقل قلبك وكاهلكَ ، لتسعد .




* لهذه الليلة ومثيلتها ذكرى خاصة ، لم اجتمع مع رفقائي في البيت، بل على المسنجر، ولعائلتي قانون، يُقفل النت الساعة العاشرة مساءً ، لذا كُنت الجأ لإحدى طريقتين ، قد أنامُ وأضبط منبه الجوال لاستيقظ قبل الموعد بساعة،، أو انتظرُ نوم أهلي واتسلل
=P
كُنت اخذُ لاب توب أمي من الصالةِ وافتحُ المودم وأعود إلى غرفتي بهدوءٍ ، واجلس لساعاتٍ، ثم أعيد كل شيءٍ لمكانهِ، وكأن أمرًا لم يحدث،
في الواقع .. ما زلت أفعل ذلك إلى الآن،، روح المشاكسة المتمردة لا تريد أن تفتر فيَّ
=P
واذكر أن ميلادي الرابع عشر كان في ليلة الاثنين، ويومها كان عندي عرض لمسرحية تابعة لقسم الأحياء في الجامعة، بحضور أميرةٍ ما ، ولم أعد إلى البيت قبل الساعة 12 ليلًا، وكان عندي اختبار رياضيات اليوم الذي يليه!
كان يومًا أسطوريًا فعلًا
=D
مليءٌ بالأحداثِ والمغامرات والإثارة!

{ ~ ،، بَـتْـلَاتُ زَهْرَةٍ ..

السبت، 26 ديسمبر 2009 في 7:53 م


عندما كُنتُ أصغرَ سنًا ، قبل 4 إلى 5 سنواتٍ رُبما ، كان لي دفترٌ صغيرٌ أدّونُ فيهِ أمنياتي ، أفكاري ، واختراعاتي ، كانت جميعها تتمحورِ حول ( عالمٍ جميلٍ ) كُنتُ أعيشُ فيهِ ، يا لها من أيامٍ !

في تلكَ الأيامِ ذاتُها ، كُنت أتمنى أن أصبحَ وردةً، زهرةً !
كُنتُ أحلمُ أن أحيا كالأميراتِ ، في قصرِ كبيرٍ ، والشُرفة المُطلة على الحديقة الغنّاء ، الرائعة ، يتخللها نهرٌ صغيرٌ جارٍ ، ناهيك عن الغرفة الأميرية الوردية اللون ، السرير الكبير ذو الأعمدة ، والكثير .. الكثير !

تلكَ الطفلةُ كانت ولا زالت ، وستظل ، موجودةً فيّ ، لكنها كَبُرَت !
كبُرَت على اللُعبِ والأسرّة ذات الأعمدةِ! ،

لكن حلم الحديقة والقصر ما زال موجودًا ، إنما ليس هُنا ! ليسَ في هذه الحياةِ ، بل في جنانِ الخُلدِ بإذنِ اللهِ
– حسنًا ، لقول الحق ، مازلتُ أرغبُ في حديقةٍ جميلة هُنا! –

ما زلتُ إلى الآنَ أحلمُ بأن أُصبحَ زهرةً ، لكن زهرة من نوعٍ مُختلف ،

ومن هُنا جاءت هذه التسمية ، بَـتْـلَاتُ زَهْـرَةٍ ،
فالزهرةُ هي أنا ، .. والبتلاتُ هي ما تخطهُ أناملي ، بمُساعدةِ قلمي أو ريشتي ، مجازًا! –
هي خواطرٌ وأفكارٌ ، قصصٌ وحَكَاياتٌ ، آراءٌ وربما انتقاداتٌ ، ببساطةٍ شديدةٍ ، هي مدونتي ، مرآتي ، حيثُ تنعكسُ الـ " أنا " !


أروى عدنان شفي،
المعروفة بـ إكليل

أَساسٌ رَوحانيٌ !

السبت، 5 ديسمبر 2009 في 3:04 ص


كُنتُ في الليلة السابقةِ أكتبُ مقالًا عن مواقفَ حصلت معي خلال فترة أدائي لفريضة الحجِ ، وكان منها رؤيتي وسماعي لكلام مجموعةٍ من الداعياتِ ، وتعرضي شخصيًا لموقف مع إحدى الأخوات!
جميع هذه الأمور جعلت من حجِ هذا العامِ اسوأ ما يكونُ بالنسبة لي ، كُنت أتوقعُ – وأحتاجُ – جوًا روحانيًا خاصًا ، فلم أجد أكثرَ من ثرثراتِ نسائيةٍ مُستمرةٍ ، وجلبةٍ بلا خصوصية! ، مما أصابني بإحباطٍ شديدٍ ، كان حديثُ الداعياتِ عمومًا ، حثٌ على العباداتِ فرائضًا وسُننًا ، على نهجِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ، وترهيبٌ وتخويفٌ مما سحدثُ إن قصرنا .. إلخ !
حسنًا كُل هذا جميلٌ ، لكن ليس لمن هُم مثلي !!
إيماني ليس بتلك القوةِ ، ولا أملكَ تلك الروحانية الرائعة!
قبل سويعات كُنت في منزل جدتي ، كان التلفازُ مفتوحًا على قناةِ الرسالةِ ، برنامجُ أكاديمية إعداد القادةِ ، كان الحديثُ يدور حول أنماطِ الشخصيات الفعالة أو الناجحة – على حسب فهمي -، كانت الأستاذة بثينة الإبراهيم ، ومعها فتاةٌ من المنضمات للأكاديمية ،، والدكتور طارق السويدان ، والدكتور نادر غزال ،
وكانتِ الفتاة تقول أن الشخصيات الفعالة أو الناجحة ، تنقسم إلى ثلاثةِ أنواعٍ أو أنماط :
1. شخصيات مُنجزة ومُلتزمة .
2. شخصيات مُنجزة بدون إلتزام .
3. شخصيات ملتزمة بدون إنجاز .

والمقصود بالإلتزام هنا هو المنهج الروحاني والإيماني الوسطيّ ، فكان الحديثُ حول قسم الشخصيات المنجزة دون إلتزام ، فمن مشاكل هذه الشخصيات أنها :
1. تجدهم كثيروا الإكتئاب وتقلب المزاج دونما سبب مُعينٍ .
2. يفقدون حماسهم ويتوقفون عن العملِ مع أول عائقٍ يُقابلهم مهما كان صغيرًا .
3. غير سعداء بما حققوه من إنجازات مهما كانت كبيرة وظاهرة .
4. قلوبهم متعلقة بالدُنيا ، أكثر من تعلقهم وطلبهم لما بعدها (أي الآخرة) .
وجانبهم الروحاني ضعيفٌ ، هزيلٌ كما قالَ الدكتور طارق .

جميعُ ما ذكرَ بالأعلى ينطبقُ عليّ وحرفيًا ،، بعد ذكرِ المُشكلات تفضلتِ الأختُ بذكرِ بعضِ الحلولِ وأضاف إليها الدكتور طارق السويدان حلولًا أُخرى فكانت :
1. إعادة ترتيب الأولويات والأهداف وتنظيم العمل إعتمادًا عليها .
2. صنع مُحيط وبيئة روحانية وإيمانية .
3. التعرف على أصدقاء وأناس روحانين ذوي إيمانٍ قوي .

كُل هذا جميلٌ جدًا ، سعدتُ كثيرًا بعد سماعي لهذا الكلام ، .. لكن كيف ؟!
كيف أستطيعُ معرفة الأناس الروحانيين لأحتك بهم وأتعلم منهم ؟
كيف سأستطيعُ أن أبني لنفسي أساسًا روحانيًا إيمانيًا صحيحًا ؟!
قال لي البعضُ قراءة القرآن الكريمِ بتدبرٍ ،، الصلاة بخشوعٍ ، أو الخلوة مع النفس ،
لكن الأساس الروحاني هو عبارة عن مُعتقدات وأفكار وآراء ،
ما توصلتُ إليهِ شخصيًا هو أنهُ عليّ أن أفكر، واتأمل! لكن هذا أيضًا صعب ، والمُسلمُ يخافُ أن يجرهُ تفكيرهُ إلى الكفر والإلحاد والعياذ بالله!
إذا ما العمل ؟!
أحتاجُ من يوجهني ، ويرشدني ، ويعلمني .. أحتاجُ إلى شخصٍ يعلمُ !

آهٍ ، يا الله! =(
اعلمُ أني لستُ وحدي من أعاني هكذا ، بل هُناك كثيرٌ ممن هُم مثلي ، وجميعنا نحتاج لمن يمدُ لنا يدَ العونِ!
تمنيتُ حقًا لو كُنت معهم في أكاديمية إعداد القادة ، وما زلتُ أتمنى أن أنضم إليهم في يومٍ ما !

عسى اللهُ أن يوفقنا ويفتح علينا سبيل الرشاد ، ما بيدنا غيرُ الدعاءِ ..
فيا ربّ! .. يا ربّ ، يا علي يا قدير ، نسألك باسمك العظيم الذي جعلته في علم الغيب عندكَ ، أن ترضى عنا وتثبت أقدامنا وقلوبنا على طريق الحق المُستقيمِ ،
ربنا ارزقنا روحانيةً ، وإيمانًا متعمقين متأصلين في قلوبنا يا رب ،
وأعنا على شياطيننا ، ونفوسنا ، ورفقاءِ السوءِ يا رب العالمين ..،
آمين ، آمين .. وصلى الله وسلم على نبينا مُحمدٍ ، وعلى آله وصحبهِ وسلمِ أجمعين .



مُنَاجَاةٌ ~ }

الجمعة، 4 ديسمبر 2009 في 1:54 ص

نُــــــــــسُـــــكٌ


على ضفافِ نهرِ الحياة وقفنا ، نغترفٌ من ماءِ النهرِ قطراتٍ .. بين الحينِ والحينِ ، ويستمرُ النهرُ يجري ، دونما توقفٍ .. !

تأتي بين وقتٍ وأخرُ قواربٌ ، تحملنا معها لفتراتٍ قصيرةٍ ثمُ تضعنا على ضفةٍ جديدةٍ ، .. وتمضي !

في هذه السفينة التي حملت آلافًا ، بل ملايين ، اجتمعنا في فُسحةٍ خاليةٍ ، حيثُ أُقيمت طقوسِ العفو والعتقِ الأبديّ ، كُلٌ يؤدي طقسهُ كأفضلِ ما يستطيعُ ، راجيًا القبولَ والفوزَ بالعتقِ من الجحيمِ !
وعلامةُ قُبولِ النُسكِ والطقسِ .. رضا ، ثم تحسنُ علاقةٍ مع اللهِ عزّ وجلّ ، وحياةٌ دنيويةٌ .. بنيةِ نيلِ فردوسِ الجِنانِ !

في هذه الأوقاتِ يضطربُ القلبُ ويرجفُ ، خوفًا! .. ألا يُقبْلَ طقسهُ ، .. فبشارتهُ حينها ، قسوةٌ في القلبِ وخطيئةٌ لم تتب عنها ، ..فليُسرع تائبًا إلى ربهِ وليسئلهُ ..
ربنا تقبل منا ، إنكَ انتَ السميعُ مجيبُ الدعاء ، .. حمدًا للهِ حمدًا كثيرًا ، طيبًا ، مُباركًا فيهِ ، لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ ، وهو على كُل شيءٍ قدير ، أستغفركَ ربي وأتوبُ إليكَ .. من كُل ذنبٍ أذنبتهُ ، عالمًا أو جاهلًا بهِ ، ربنا أزل الغشاوةَ عن قلوبنا وعقولنا ، ربنا أرنا الحقَ حقًا بينا وأرزقنا اتباعهُ ، وأرنا الباطل باطلًا بينًا ، وارزقنا اجتنابهُ ، ربنا أعدَ الحقَ إلى أصحابهِ وتبُ علينا .. إنك أنتَ العفو التوابُ الغفور ،

يا ربنا .. أتيناكَ حاجين ، داعينَ ، راجين .. فاغفر لنا ذنوبنا ونقنا من الدنس ، ربنا طهر قلوبنا واجعلها صافيةً نقيةً طاهرةً نضرةً ، لينةَ غير قاسيةً ، مُبصرةً غيرَ عمياء ،، ثابتة على طريق الحقِ المُستقيمِ غير مائلة ، ..

يا رب .. نسالكُ باسمكَ العظيمِ الذي جعلتهُ في علمِ الغيبِ عندكَ ، أن تغفرَ لنا وتعفوَ عنا ، نحنُ وأهلينا ومن نحبُ يا رب العالمين .
ربنا نسألكَ بوجهكَ العظيمِ أن تُدخلنا الفردوسَ خالدين ، مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين ، نحنُ وأهلينا ومن نحبُّ يا ربّ ، يا ربّ .. آمين ، آمين ..

وصلى الله وسلم على نبينا مُحمدٍ ، وعلى آلهِ وصحبهِ وسلم أجمعين =)


مُناجاةٌ ، .. في قلبِ يومِ عرفةٍ ،
التاسع من ذي الحجةِ ،
في عام ألفً واربعمئةٍ وثلاثين ، للهجرةِ ،