كُنتُ طِفلًا ، والآنَ .. أأنا مُراهقٌ ؟!

الجمعة، 19 فبراير 2010 في 12:43 ص


في عُمر الحادية عشرةَ من عُمري
، كانت المراهقة مُجرد مصطلحٍ بالنسبةٍ لي ، لم أكن أعلمُ ما يعينهِ ، ولصغر سني آنذاك ، لم أكن أعي ما يحدثُ للمراهقين في العائلة من حولي
،، حتى بلغتُ الرابعة عشرة من عُمري ، لم أشعر بأي فارقٍ! كُنت طفلة ، تحب اللعب والقفز والجري هنا وهناك، كانت تصرفاتي طفوليةً جدًا ، فكنت أتساءل أهذه هي المُراهقةُ أم ماذا ؟!

لكن فيما بعد
، تنبهت إلى أني في تلك الفترة عقلي تفتح ، بدأت أفرقُ بين الجِد والهزل ، بين أوقات اللعبِ والعمل ، بدأت " أنضجُ " !
لكن التغيير الفعلي
، أحسستُ بهِ عند بلوغي الخامسة عشرة ، السن الذهبية كما قالها لي أحدهم ،، حينها فقط ، شعرتُ بتغيير ، كانت ذاتي نصفين ، نصف طفولي ونصفٌ يميل للِصبا ، تمرُ علي فتراتٌ أكون فيها كالأطفالِ ،، وفتراتٌ أخرى أشعرُ فعلًا بأنني فتاةٌ صبيةٌ ! كان الإحساس الأخيرُ جميلًا ، ولمَ لا وهو دالٌ على النضج والتقدم في العُمر !
الآن ومع اقتراب بلوغي السادسة عشرة
، أشعرُ بأني غارقة في المراهقةِ حتى أُذناي ، أعشقها واللهُ شاهدٌ !

ليومِ ميلادي عندي قدسية خاصةٌ
، لا أقيم احتفالًا أو أي شيء كهذا ، لكني أشعرُ بأنهُ يومٌ خاصٌ ! سنةٌ كاملةٌ من حياتي مضت ، وهاهي الأُخرى قد أتت ، تمضي أعمارنا سريعًا دون أن نشعر ، لم أحضر ميلادي الثالث عشر ، لم أكن أعرف تاريخ مولدي وقتها أصلًا ، لكني عرفتهُ بعدها ، ومن يومها بدأت رحلتي ، ميلادي الرابع عشر ، كان رائعًا ! ولدتُ في الساعةِ الـ 2 ليلًا // صباحًا ، وفي تاريخ ليلتي بالضبط، كُنت مستيقظة في تلك الساعةِ ! ومعي نخبةٌ ممن أحبُ* ، تنفستُ هواءِ عامي السابقَ ، وودعتهُ ، واستقبلتُ عامي الجديد بكل تفاؤلٍ وأملٍ ، ووضعتُ لنفسي أهدافًا لأحققها - وأغلبها لم يُحقق كالعادة - ، وبعد ساعةٍ ، ذهبتُ إلى سريري لأنام
،، واستيقظتُ صباحًا مبتسمة، فقد كَبُرت !

على الرغمِ من أن مرحلة الطفولة مرحلةٌ جميلةٌ ورائعة
، ببراءتها وتلقائيتها وملائكيتها ، لكن حقًا للمراهقة رونقٌ خاصٌ لا يعوض، وسيندمُ من تفوتهُ مُراهقتهُ دون أن يعيشها كما هي ، ويسعد بها ، فهي أساس حياة الشباب والكبر بعدها، الطفولة مجرد تهيئة، لكن في المراهقة يكون التكوين والصقل والبناء ووضع الأُسس ، فاغتنم هذه الفرصة رفيقي المراهق ، اغرس في ذاتك الصفات الحميدة وازرعها واهتم بها ،، وانزع عنها كُل يسوءها ويثقل قلبك وكاهلكَ ، لتسعد .




* لهذه الليلة ومثيلتها ذكرى خاصة ، لم اجتمع مع رفقائي في البيت، بل على المسنجر، ولعائلتي قانون، يُقفل النت الساعة العاشرة مساءً ، لذا كُنت الجأ لإحدى طريقتين ، قد أنامُ وأضبط منبه الجوال لاستيقظ قبل الموعد بساعة،، أو انتظرُ نوم أهلي واتسلل
=P
كُنت اخذُ لاب توب أمي من الصالةِ وافتحُ المودم وأعود إلى غرفتي بهدوءٍ ، واجلس لساعاتٍ، ثم أعيد كل شيءٍ لمكانهِ، وكأن أمرًا لم يحدث،
في الواقع .. ما زلت أفعل ذلك إلى الآن،، روح المشاكسة المتمردة لا تريد أن تفتر فيَّ
=P
واذكر أن ميلادي الرابع عشر كان في ليلة الاثنين، ويومها كان عندي عرض لمسرحية تابعة لقسم الأحياء في الجامعة، بحضور أميرةٍ ما ، ولم أعد إلى البيت قبل الساعة 12 ليلًا، وكان عندي اختبار رياضيات اليوم الذي يليه!
كان يومًا أسطوريًا فعلًا
=D
مليءٌ بالأحداثِ والمغامرات والإثارة!

1 Responses to كُنتُ طِفلًا ، والآنَ .. أأنا مُراهقٌ ؟!

  1. حرفيية الكتابة .. تعني أن تحمل الكلمة الجانب اللفظي و المعنوي .. و للحق فلقد استوفت تلك المقالة .. هذه الحرفية و ببراعة منقطعة النظير .. تحياتي لكي .. ايدج

إرسال تعليق

شاركوني بحديثكم، .. فكُل شيء يحلو بالتكامل، وللنقاش جماله !