نُــــــــــسُـــــكٌ
على ضفافِ نهرِ الحياة وقفنا ، نغترفٌ من ماءِ النهرِ قطراتٍ .. بين الحينِ والحينِ ، ويستمرُ النهرُ يجري ، دونما توقفٍ .. !
تأتي بين وقتٍ وأخرُ قواربٌ ، تحملنا معها لفتراتٍ قصيرةٍ ثمُ تضعنا على ضفةٍ جديدةٍ ، .. وتمضي !
في هذه السفينة التي حملت آلافًا ، بل ملايين ، اجتمعنا في فُسحةٍ خاليةٍ ، حيثُ أُقيمت طقوسِ العفو والعتقِ الأبديّ ، كُلٌ يؤدي طقسهُ كأفضلِ ما يستطيعُ ، راجيًا القبولَ والفوزَ بالعتقِ من الجحيمِ !
وعلامةُ قُبولِ النُسكِ والطقسِ .. رضا ، ثم تحسنُ علاقةٍ مع اللهِ عزّ وجلّ ، وحياةٌ دنيويةٌ .. بنيةِ نيلِ فردوسِ الجِنانِ !
في هذه الأوقاتِ يضطربُ القلبُ ويرجفُ ، خوفًا! .. ألا يُقبْلَ طقسهُ ، .. فبشارتهُ حينها ، قسوةٌ في القلبِ وخطيئةٌ لم تتب عنها ، ..فليُسرع تائبًا إلى ربهِ وليسئلهُ ..
ربنا تقبل منا ، إنكَ انتَ السميعُ مجيبُ الدعاء ، .. حمدًا للهِ حمدًا كثيرًا ، طيبًا ، مُباركًا فيهِ ، لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ ، وهو على كُل شيءٍ قدير ، أستغفركَ ربي وأتوبُ إليكَ .. من كُل ذنبٍ أذنبتهُ ، عالمًا أو جاهلًا بهِ ، ربنا أزل الغشاوةَ عن قلوبنا وعقولنا ، ربنا أرنا الحقَ حقًا بينا وأرزقنا اتباعهُ ، وأرنا الباطل باطلًا بينًا ، وارزقنا اجتنابهُ ، ربنا أعدَ الحقَ إلى أصحابهِ وتبُ علينا .. إنك أنتَ العفو التوابُ الغفور ،
يا ربنا .. أتيناكَ حاجين ، داعينَ ، راجين .. فاغفر لنا ذنوبنا ونقنا من الدنس ، ربنا طهر قلوبنا واجعلها صافيةً نقيةً طاهرةً نضرةً ، لينةَ غير قاسيةً ، مُبصرةً غيرَ عمياء ،، ثابتة على طريق الحقِ المُستقيمِ غير مائلة ، ..
يا رب .. نسالكُ باسمكَ العظيمِ الذي جعلتهُ في علمِ الغيبِ عندكَ ، أن تغفرَ لنا وتعفوَ عنا ، نحنُ وأهلينا ومن نحبُ يا رب العالمين .
ربنا نسألكَ بوجهكَ العظيمِ أن تُدخلنا الفردوسَ خالدين ، مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين ، نحنُ وأهلينا ومن نحبُّ يا ربّ ، يا ربّ .. آمين ، آمين ..
مُناجاةٌ ، .. في قلبِ يومِ عرفةٍ ،
التاسع من ذي الحجةِ ،
في عام ألفً واربعمئةٍ وثلاثين ، للهجرةِ ،
هنيئاً للأمة بكِ !
تقبل الله سعيكم ..