حديثُ الليلةِ المُقمرةِ، في السيارة الحمراء !

الأحد، 25 يوليو 2010 في 7:54 م

لم أعرف يومًا ما سرُ السيارةِ الحمراء، هذه أو تلك، .. أو ما سبق!
دائمًا حمراء، نارية أم باردة، .. وهي الآن حمراء، مضمونًا !

في تلك الليلة " الشبه مقمرة "، كان لي حديثٌ مع جدتي، .. أمي كما أحبُ أن أناديها!، حدثتُها عن كُل شيءٍ، كما الأطفالُ الصغار، وما أنا إلا طفلةٌ بالنسبة لها،
سألتها .. جدتي، ما أفعل بشعور الخواء داخلي ؟
جدتي، ما أفعل ليعودَ قلبي " ينبضُ " ؟ .. جدتي، ما أفعلُ لأحس بروحي حرة، نقية ؟
جدتي، ما أفعل لأقوي صلتي بربي ؟ .. جدتي، ما أفعلُ لأشعر بصلاتي، بوقوفي بين يدي ربي ؟ لتكون صلاتي ناهية لي عن الفحشاء والمنكر ؟

أأستطيعُ نسيان ذاك الصوت الناعم الهادئ ؟ أأستطيع نسيان نبرة صوتها العزيز وهي تقرأني، وتُجيبني ؟ أأنسى صوت دقاتِ قلبي الجذلِ في سكونِ الليلِ، ووجهي الباسمِ، وصمتي .. حتى حسبتني نائمة ؟

بكلِ بساطةٍ أجابتني، بلغتها البسيطة، .. أجابت ما سألتُ وما لم أعلم أني سألتُ، وأردتُ !
قالتها لي، لا يملأُ الخواء إلا الدين، .. الدين ليس بحاجةٍ إلى فلسفةٍ، أو اكتشافٍ، أو استنباط! .. يحتاجُ فقط إلى فهمٍ، وتمعنٍ، وتأملٍ، يحتاجُ إلى دراسةٍ وتفكرٍ،
قالت لي أن القرآنَ الكريمَ، كتابٌ ليس كأي كتابٍ، .. هو كلامُ اللهِ عز وجل الذي لا يُمَلُ منهُ ولا يُكَلُ، في كُل قراءةٍ، يترائى لكِ شيءٌ جديدٌ، .. فيهِ ستجدين إجاباتِ جميع أسئلتكِ، ..
أدركتُ هذا حينها، .. في سورتي المُفضلة، .. تكمنُ إجاباتُ أسئلتي، .. " إن أدركتها وأبصرتها " !
نصحتني، .. اقرأي سوركِ المُفضلة كثيرًا، بتأملٍ، .. اقرأي تفسيرها، وأفهميها، .. ما كان الصحابةُ يقضونَ سنينًا في تدارس القرآن إلا ليفهموه، ويقدروه حق قدرهِ، .. ويربطون بينه وبين كُل شيءٍ في حياتهم، .. كيف لا وهو مفتاح الدينِ الإسلامي ؟ الحياة الإسلامية الكاملة " الحقيقية " ؟

تألقت عيناي ولمعتا في تلك الليلة كثيرًا! أو هكذا بدا لي ؟ ..
سندتُ ظهري على طرف المقعد الآخر، وأنا أنظرُ لجانبِ وجهِ جدتي، .. همسًا أجيبُ، واسألُ، .. وهي تتأملُ، وتُجيبُني، ابتسمُ حينما تُردد عبارة " ايوا أعرف الشعور دا، و ... " ، تأتي العبارات تباعًا، .. لتملأ الفراغاتِ بالتمامِ، ..
" أحبكِ جدتي " ، نطقَ بها قلبي وعقلي، دونما صوتٍ ! <3>

0 التعليقات

إرسال تعليق

شاركوني بحديثكم، .. فكُل شيء يحلو بالتكامل، وللنقاش جماله !