مسلم وفقط!

الاثنين، 22 نوفمبر 2010 في 9:55 م

مسلمٌ .. وفقط! انتهى! نقطةٌ على السطرِ!
هو فكرٌ تبنيته لنفسي منذُ فترةٍ بسيطة، لأسباب عديدة.
معركة العنصرية الأولى، والأكثر شهرةً، .. لون البشرة، هذا أبيض، وذاك أسود!
أجزمُ أن بادئ هذا التفريق، كان يعاني من مشكلةٍ ما في نظره، فما كان يرى الأشياء إلا بيضاء أو سوداء اللون، وإلا ما كانت التفرقة بين الأبيض والأسود! .. لأن الحقيقة -الفعلية- نادرين جدًا هُم الناس أصحاب البشرة البيضاء الناصعة، أو الداكنة جدًا القريبة من السواد، لا أدري أين ذهبت باقي درجات ألوان البشرة ؟ أين ذهب اللون الأسمر، والقمحي، والبني، والبرونزي، والمصفر، والمحمر أيضًا ؟ أيا عجبي!
حسنٌ، تفريقٌ آخر .. هذا سنّي، ذاك شيعي، هذا إخوان، هذا حنبلي، ذاك شافعي، وهذان حنفيان! في الأساس، أليست المذاهب الأربعة جميعها "سنية" ؟ أستند فيها الأئمة الأربعة رحمهم الله على أمور فعلها الرسول ؟
حاولتُ مرةً أن أفهم كُل ذاك التشعب، لكني أدركت أني سأضيع عقلي في متاهات بِلا جدوى، فاتخذتُ قراري أن لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، لا فرق بين أبيض ولا أسود ولا محمر ولا مصفر ولا مزرق - إن كان هُناك واحدٌ - ولا فرق بين سني ولا شيعي ولا حنبلي ولا شافعي! .. من كان يؤمن أن الإله واحدٌ هو الله، وأن اخر الرسلِ محمد عليه الصلاة والسلام، فهو أخ لي في الإسلام، وهو مُسلمٌ! .. وهذا يكفيني!
تعددت المسميات والتفرقات، في المذاهب الدينية والفكرية والسياسية، ولا أستغرب نشوء مذاهب جديدة لا أدري لأي مجالٍ قد تنتمي، لكن مادمنا نفضل فلانًا على فلانٍ لأي سببٍ كان، فسنهلك!
حتى التقوى، بأي أساس نحكم أن هذا الإنسان تقي ؟ .. اللهُ وحدهُ هو من يحكم على مافي القلب من إيمان وتقوى، ومحبة، لكن نحن البشرُ حُكمنا أنه بشرٌ مسلمٌ ، موحدٌ، .. فهو مسلمُ وفقط!
وغير المسلمين، فهم بشرٌ غيرُ مسلمين، أحترمهم، وأُعطيهم حقهم دون ظلمٍ ولا تكبرٍ، لا أحبهم، لكن لا أكرههم وكفى!
،
إنتماء الإنسان في قلبه، لا بالمسميات ولا بالمكان الذي يسكن فيه، أنا أؤمن بصحة هذه المقولة وبشدة، .. أحلم أنا وكثيرون غيري بحلمٌ جميل، أن نصبح أمةً واحدةً، تدعى بالدولة الإسلامية الحديثة، تمتدُ أطرافها من ماليزيا في أقصى الشرقٍ، وحتى المغرب العربي، والدول المتفرقة هُنا وهُناك، ليتوحد جواز سفرنا الأبيض، ونُحكَم من قبل المجلس الإسلامي الأعلى!
حلمٌ كأحلامِ الأطفالٍ في اجتماع العالم وتوحدهم، لينعم السلام في الأرض صحيح ؟ ياللسخرية!
لكن أتعلمون، هُناك أمرٌ أبسط بكثير، .. لنجعل انتماءنا في قلوبنا، .. شخصيًا، قررتُ من الآن فصاعدًا، إن سألني أحدٌ عن جنسيتي فسأقول : مسلمةٌ، أعيش في السعودية!
قد يتسائل البعض ولم كُل هذا ؟
لأن العُنصرية تقتل البشر، التفرقات والمذاهب هذه جميعها لا تجلب إلا المزيد من التفرق والتشتت ، قد يقول البعض تغيير المسمى لا يشكل فارقًا، وهذا صحيح تمامًا، لذا على الإنسان أن يعني ما يقول، ويعي توابع مقولته! .. عندما أقول أنا مسلمة وفقط، فهذا يعني أنه لا وجود للجنسيات عندي، يوجد مسلم يعيش في أفغانستان، ومسلم يعيش في الهند، ومسلم يعيش في ماليزيا، ومسلم يعيش في الجزائر وقطر وليبيا والكويت، علينا أن نوقف سخريتنا من الأجناس الأخرى، نعتقد أننا مثاليين وكاملين ؟ إطلاقًا! قد نسخر منهم لشيءٍ، لكنَّ عندنا ماهو أفظع واسوأ!
لذا هي دعوى لكي نتحد بأرواحنا، لننزع الكِبر والغرور من قلوبنا، لنوقف موجات الحقد والغل والحسد، لنوقف حرب التفرقة! .. هي دعوةٌ، لنكون جميعًا مسلمين، موحدين، لا فرق بيني وبين غيري في هذه الدنيا، .. استثمر الوقت الذي تقضيه في السخرية من الآخرين في محاولة تطوير نفسك وتقديم ما يفيد البشرية، لتكون شخصًا "حيًا" مُنجزًا .
هي دعوةٌ لنكون مُسلمين بحقٍ، فالمُسلم الحقُ لا يتكبر ولا يملأ قلبه مثقال ذرةٍ من كِبر، المُسلم الحُق لا يحتقر أخاه المُسلم لأي سببٍ كان، المسلم الحق إنسان أُسس على الحُب، كيف لا وحُب اللهِ ورسوله ثم الوالدين -ويستمر التعداد- واجبٌ ؟
المسلم، إنسان مُحبٌ، يحبُ الخير لأخيه كما يحبه لنفسه .
فلنحب أخوتنا في اللهِ، فلنحب جميع المسلمين، لأنهم سلموا أن الله واحدٌ حقٌ! .. لنحبهم لأنهم بشر مثلنا، ويستحقون هذا الحُب، .. لنحبهم، لأنهم أخوتنا!

- ربي أنتَ أعلمُ بما في قلبي وأنت القادر على كُل شيء، ييسر لنا حُبك وحب رسولك، ييسر لنا حُب أخوتنا في الإسلام، فيكَ يا الله .. جميعًا يا رب .

،

+ .. أعتقد أن هناك توضيح علي أن أبينه، فقط كي لا يُساء الفهم، على الرغم من وضوح باقي الكلام جميعهُ، عندما قُلت لا فارق بين سني ولا "شيعي"، الإعتراض اللي وصلني كون الشيعين يعتقدون أن جبريل عليه السلام اخطأ في النزول على محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان من المُفترض أن ينزل الوحي على علي رضي الله عنه، أليس في هذا كسر لشهادة التوحيد ؟ "وأشهد أن محمدًا رسول الله " ؟ لمَ يُطلقُ عليهم "مسلمون" إذًا ؟!
سؤال يستحق الطرح، لكن هذا ليس إهتمامي، أحارب التسميات التفرقية بكل أنواعها، ما دام موحدًا الله٫ شاهدًا أن محمد رسول الله فهو مُسلمٌ، وهو أخ/أخت لي في الإسلام، وهذا هو كُل الأمر!

1 Responses to مسلم وفقط!

  1. Zuha Says:

    أحيكي من أعماق قلبي !
    اختيارك للموضوع , وطريقة طرحه , واسلوبك , شيء يستحق التقدير
    فعلاً التفكك الذي اصبح يعم أمتنا شيء يجب تسليط لاضواء عليه ,ومعالجة هذه القضية المهمة, فمصير نهضتنا متعلق بها, يجب علينا كمسلمين أن نوحد كلمتنا , ونحدد موقفنا
    هكذا تكون النهضة

    صفقة قوية بحجم روعتك
    ;)

إرسال تعليق

شاركوني بحديثكم، .. فكُل شيء يحلو بالتكامل، وللنقاش جماله !