هل يصعب علي ؟

الخميس، 25 نوفمبر 2010 في 4:16 م

كُنت قبل قليل اقرأُ مقالًا عن فن التبسيط، قادني إلى مقالٍ آخر عن الفشخرة، وأتى على ذكر الملابس الباهظة في الإحتفالات العائلية، فربطت الأمور ببعضها البعض بطريقة ما، وأدركت شيئًا ..
وُجدت قاعدة في العيد نلبس كُل جميلٍ وجديدٍ، لأن الناس قديمًا ما كانو يملكون أمورًا تدعى " ميزانية كسوة الصيف، ميزانية كسوة الشتاء، ميزانية كسوة عيد الفطر، ميزانية كسوة عيد الأضحى، ميزانية كسوة الأفراح والزواجات" !
بحساب أن المتوسط دخول ٥٠ قطعة ملابس جديدًا تمامًا للدولاب سنويًا ٫ ما الذي نرتديه وما الذي نتركه ؟ بإضافة ٥٠ قطعة جديدة، إلى ١٥٠ قطعة موجودة !
،
لنقوم بحساب آخر، ٨ أشهر دراسة سنويًا تقريبًا، الخروج في أيام الدراسة ليس دارجًا إلى هذه الدرجة للطلاب، لذا غالبًا، لن تجد أكثر من ملابس النوم، أو ملابس منزلية جدًا بعد الزي المدرسي في أيام الأسبوع الخمس الأولى، وتبقى يومي نهاية الأسبوع يتغيرات من فترة لأخرى، كبنات في السعودية، بما أن العباءة هي الزي الأساسي، فغالبًا ما يكون تحتها "جينز مريح وتي شيرت عادي" !
،
حساب آخر، .. كمُراهقين، بتعدد المزاجات، وتغير الأذواق بتغير الشخصيات السريع، ما يعجبنا جدًا اليوم، قد لا يعجبنا إطلاقًا ولا يناسب ذوقنا في الشهر القادم! سواء أرتديناه أم لا!
لذا لا يُمكن توقع أعداد الثياب المتكدسة في الدولاب دون استخدام!
,
هُناك قانون ما، لا أعلم حقيقة من وضعه، لكنه موجودٌ معمولٌ بهِ !
لا يجوز أن يراكي الناس في فستان أرتديته قبلًا ! .. مهما كان سعر هذا الفستان! ٢-٤-٦ آلاف! لا فارق! "عيب" أن ترتدي الفستان مرتين عند نفس الأناس، وإن كُنت أرتديته بعد سنتين! سيتذكره أحدهم!
ياللمهزلة! .. لقول الحق، هُناك من "تقبل" أن ترتدي الفستان مرة عند صديقاتها، ومرة أخرى عند عائلتها، حيث لن يرى أي أحد من المجموعتين الفستان قبلًا، لكن البعض لا يقبل بهذا الأمر أيضًا! لابد للفستان أن يكون جديدًا تمامًا "بورقته" لتنال الإعجاب ، وتلفت الأنظار! وإن كان الفستان القديم أجمل، وإن كان كلاهما "بشعين"! حسن، لن أتطرق لموضوع الذوق الشخصي، فالناس أذواق كما يُقال، لكن لأن ليس هذا ما أريد الوصول إليه، هي فكرة طرأت في بالي منذ عدة أيام، أو أسابيع، لا أذكر بالضبط، لكن هذه المُدرجة أعادتها لي الآن،
ما الذي سيحدث إن لم نشترِ ثيابًا جديدة إطلاقًا لمدة سنةٍ واحدةٍ ؟
لا ثياب جديدة، لا ساعات جديدة، ولا أحذية جديدة - أكرمكم الله جميعًا =) - !
وللمُناسبات، .. هُناك خزانة كاملة للفساتين، لم أرتدِ أي منها أكثر من خمس مرات، والأغلبية لم أرتدها أكثر من مرة أو اثنتين!
وفي العيدين، ما زال هُناك فستان لم أرتده إطلاقًا، وقرابة سبعِ لم أرتدها أكثر من مرةٍ واحدةٍ!
فلمَ لا ؟!
شخصيًا، سأحاول أن ابدأ بنفسي أولًا، بما أن الإعتراض سيكون عاليًا من أخوتي، لكن لي أنا، سأقوم بعمل جدول، أرقّم فيه كُل قطع الثياب - دولاب يحتاج إلى إعادة تنظيم في كُل الأحوال!- لأضمن ارتدائي لها جميعها على مدار السنة، وعند ارتدائي لكل قطعة، سأقوم بعمل فتحة صغيرة في قطعة معلومات الغسيل، لأعرف كم عدد مرات ارتدائها .
لمَ كُل هذا ؟
لأني أعرف أن والدي تَعبَ وشقى كثيرًا، ليوفر لنا معيشة مُرفهة، لكن الإسراف ليس من شيم الإنسان المُسلم، ولا الإنسان السوي، وما نفعله قطعًا إسراف !
لأني أعلمُ أن هُناك من الفقراء والمحتاجين من لا يجدون ثيابًا جديدة للعيد، ولا يملكون خيراتٍ أصلًا، هو ثوبٌ واحد، ينام ويأكل، ويلعب ويعمل فيهِ !
لأني أعلم أني إن لم أرتدِ ما أملك واستمريتُ في شراء المزيد، لن أكون إنسانةً قنوعةً أبدًا، ولن أستطيع أن أقنع نفسي ببساطةٍ مُستقبلًا !
لأني أعلم أن ٥٠٠ ريالٍ أشترِ بها فستانًا "نهاريًا" بسيطًا، يُمكن أن تكفل فقيرًا أو يتيمًا، لتوفر له حياةً كاملة في أساسياتها، مأكلًا ومشربًا وملبسًا وتعليمًا !
فهل يصعب علي أن أضحي بفستانين أو ثلاث أو أربع جديدة جدًا، لأستبدلها بأخرى استعملتها مرة واحدة، فداءً لكل محتاج، وكُل طفلٍ وكُل مسكين ؟
لا أعتقد !=)

0 التعليقات

إرسال تعليق

شاركوني بحديثكم، .. فكُل شيء يحلو بالتكامل، وللنقاش جماله !