ماما، فين الإيمان في القلب ولا في الروح ؟

الجمعة، 29 أكتوبر 2010 في 11:11 م

السؤال الذي شغل بالي لفترة، على الرغم من أن إجابته كانت واضحة، لكن لا أدري لمَ تسائلت . سئلتُ أمي اليومَ، أين مكمن الإيمان، في القلب أم في الروح ؟
قالت لي :
- الإيمان في القلب، "إيمان بالقلبِ" فالإنسان يؤمن بقلبهِ، ويصدق بقلبهِ، ويعقل بقلبه، كما قال الله تعالى في القرآن " لهم قلوب لا يعقلون بها "، فالقلب هو الأساس، والعقل ينفذ .

ما الروح إذًا ؟!
‫- "‬ٍقل الروح من أمرِ ربي"، لا أحد يعرف ما هي الروح، فهي لا تُلمس ولا تُحس، لكن هي التي تُسحب من الإنسان عند موته فيبقى جسده .

إذا هل الروح هي النفس ؟!
- لا، النفس هي الذات، هي محسوسة، مُعرّفة، بينما الروح غير معروفة ! لكن الروح هي التي تُحرّك كُل ما سبق، وتجعله يعمل .

إذا الروح هي الأساس، وفيها النفس، والنفس تحتوي العقل والقلب !
‫-‬ رُبما !

ماذا عن الأخلاق ؟ أين موطنها ؟ في القلب أم في العقل ؟
‫-‬ لا تفصلي العقل عن القلب، فهما واحد، يكملان بعضهما البعض، يعملان كجهة واحدة، الأخلاق والمبادى، تنتج عن إيمان الإنسان، يحتوي القلب على العقائد، على المبادئ والمفاهيم التي يؤمن بها الإنسان، ومنها تنتج الأخلاق والصفات والتصرفات، بالإنسان يبصر ويعي بقلبه، وليس بعقله، لذا قال صلى الله عليه وسلم في ما معنى حديثه " في القلب مُضغة، إذا صلحت صلحَ كُل شيء، وإن فَسدت، فسد كُل شيء "، العقل مسؤول عن التفكير، عن التنفيذ، عن جمع البيانات وتحليلها، عن الفهم والاستيعاب، لذا هُما يكملان بعضهما البعض .

‫إذًا إذا أراد الإنسان أن يُغير من نفسهِ ، أن يغير صفةً أو خُلقًا فيه، فهو يفكر بعقله، ليُبصر ويعي ويؤمن - يقتنع - بقلبه ؟‬
‫- التغير في البداية يكون في الإيمان! إذا كان الإيمان صحيحًا، إذا كان المبادئ والعقائد التي يؤمن بها صحيحة، فسيبدأ قلبهُ يطهرُ، إذا استشعر الإنسان وجود الله في كُل وقت وكُل مكان حتى أثناء عمله للمعصية! عندما تكون حياتهُ كُلها للهِ، مأكله ومشربه ونومه، تعلمه وعمله، عندما يصل به الإيمان إلى هذه الدرجة وأكثر، يصفى القلب وينقى ويصبحُ بريئًا!‬

،

حديثُ ليالي الشتاء الباردة / الدافئة، بجو يعبقُ بالصفاءِ، لا أدري أي سحرٍ في الجو هو، يجعلَ القلبَ أثقلَ، وأعمقَ !
تفكرٌ لجمعِ الشتاتِ، .. ما تفعلُ بنا أيها الشتاءِ ؟ أتمزقَ كُل عملِ الفصولِ، لنأتي عندك نُجدد، نبني، ونُعيد التأهيل ؟
أهي دورة سنوية ، كفراشةِ طائرة، تحطُ لتضع بيضةً صغيرة، خرجت منها، .. لتلد يرقةً تحبو، تتعلمُ، تنظر، وتُجمّع، وعن الاكتفاء، تضع حولها شرنقتها، لتراجع نفسها ، تكونها، تُأهلها، ثمَ تخرجُ منها للحياة، فراشةَ بالغةَ الجمالِ، حتى مجيء الشتاء القادمِ !
إن يكن الأمرُ كذلك ..
فمالنا إلا أن ندعو الله ليكون عوننا، رفيقنا وموجهنا، عسى أن نفلحَ في الوصولِ عبر الطريق الصحيحِ، .. يا الله!

0 التعليقات

إرسال تعليق

شاركوني بحديثكم، .. فكُل شيء يحلو بالتكامل، وللنقاش جماله !