نصفُ مقالٍ !

الثلاثاء، 17 فبراير 2009 في 4:34 م

السلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته ،

قبل عدة أيام غيرُ قليلةٍ - على الإطلاق - ، كُنتُ أكتبُ مقالًا ثائرًا ببعض مما كان في قلبي حِينها ،
مقال من النوع الطويل - أو يُفترض أن يكونَ كذلك ! - ،
ولكني مع الأيام ، والامتحانات نسيتُ أمرهُ تمامًا وحتى اليوم !
مع الأسفِ الشديد ، لا يوجدُ أي أملٍ في إكمالِ كتابته ، يكفي انقطاع خيط الفكرة الأساسية .. لذا أنا اضعهُ لكم هُنا ، باسم نصف مقال ، حيثُ أني لم أضع له عنوانًا بعد :)
تحيتي لكم ، وأتمنى أن يُعجبكم ~ }


’،

هُناك مقولةٌ تقول .. أنا الإنسانَ لا يُقدرُ ماهيةَ الحياةِ ولا فائدتها ، وسبب خلقنا فيها .. إلا عِندما يرىْ المَوتْ !
مَوتُ قريبٍ أو صديقٍ عزيزٍ ..
موتُ أبٍ ، أمٍ .. أخُ أو أختْ ،
أو .. موتهُ هُو !
آخرُ لَحظاتهِ في هذهِ الحياة !

سيُفكرُ حينها .. ماذا فعل ؟!
ماذا قدم ؟!
ماذا أعطى ؟!
وماذا أخد !؟!

في هذهِ الحياةِ ، وعلى الرُغمِ من كلِ ما اكتشفهُ الإنسانُ ، ما زالَ هُناك الكثيرُ مما لم يكتشفه ، ومما " لن " يكتشفهُ أبدًا !
لماذا خُلقنا ؟!
خلقنا الله سُبحانهُ وتعالىْ لِعبادتهِ أولًا ،
ولعمارةِ الأرضِ ثانيًا !
ولكن .. لماذا خُلقنا لعمارة الأرض وعبادة الله سُبحانه وتعالى ؟!
والكثير من الأسئلةِ المُختلفة ، مما يدخلُ ضمنَ المحظور !
لا عُقولنا تعيه ، ولا ربنا جل جلالهُ أظهرهُ لنا !

هل فكرنا يومًا في خلقنا ؟!
في عجائبه !
في كيفية تفكيرنا ؟!
في كيفية حياة ؟!
وكيف يكونُ ذاك السائلُ الشفافُ صاحب اللالون واللاطعم .. هو أساسُ حياتنا ؟!

يُقال أنه في هذه الحياة الكثيرُ لتفعله .. الكثيرُ لتعرفه !
والكثير لتتعلمه ، والكثيرُ لتراه !

كبشر ، وككائنات عاقلة ، تعي وتفهم ما حولها ،
وجابٌ علينا حملُ الأمانة ..
واجبٌ علينا أن نُسلم ، أن نُؤمن بربنا ، أن نعبدهُ ونتقربُ إليهِ
واجبُ علينا أن نحفظ أنفسنا من الشيطان وإغواءاتهِ ،
واجبٌ علينا أن نعملَ لأنفسنا وديننا وأوطاننا !
واجبُ علينا أن نُطورَ الإنسانِ ونبذلُ في ذلكَ كل نفيسٍ وبخيسٍ !
واجبٌ علينا أن نُساعد بعضنا البعض دونَ طلبِ معروفٍ أو مُقابلٍ !
واجبٌ علينا أن نكونَ " رائعين " و " مُبدعين " و " مُفكرين " !

قبلًا ، كُنتُ أنظرُ إلى كل إنجازٍ " صغيرٍ " لي على أنه أعظم ما في الكون ! ، إلى أن وعيتُ الحقيقة ،
أنني ببساطةٍ شديدةٍ كُنتُ أودي " جزءً " صغيرًا جدًا من واجبي اتجاهَ الجميعِ !

نحنُ .. مُسلمون ، عرب .. لدنيا عقولٌ رائعةٌ ، وأناسٌ متفتحة ومطورة ..
لدينا كلُ ما نحتاجه ، ولكننا ببساطة نتكاسل !
نُثرثرُ بالكثيرِ لمُجردِ التفاخر !
نبحثُ عن مكانٍ يحتوينا بأفكارنا وإمكانياتنا " العبقرية ! " في رأينا ، دون أن نصنعَ نحنُ هذا المكانَ لغيرنا !
سحقًا لي ، ولكلِ من فكرَ في السفرِ إلى الخارجِ بحثًا عمن يحتوي " عبقريته " المزعومة !
ما هو تعريفُ الذكاءِ أصلًا ؟!

يقولُ ابنُ القيمِ في تعريفِ الذكاء ِ :

الذكاءُ هو الفطنة وسرعة الفهم !
ويقول ابن سينا :

الذكاء هو قوة الحدس ، والحدس هو الوصول إلى الحد الأوسط في الذهن دفعة واحدة !

وتعريفُ الذكاءِ عندَ أهلِ المنطقِ :

هو التفكيرُ المنظم في البحث المؤدي إلى المعرفة الاستدلالية ( الاستنتاج والاستنباط والتمييز والتحليل والتركيب والتتابع )

< مُقتبس من كتاب صناعة الذكاء للدكتور طارق السويدان ، صفحة 15 ،

إذن ببساطة أشد ، الإنسان الذكي .. هو الذي يُجيد التفكير واستخدام العقل واتخاذ القرارات الصحيحة ، ويعرف تمامًا الحق من الباطلِ ، والصحيح من الخاطئ !

إذن كيفَ يُطلقَ شخص صدقّ دعاويْ بلاد الغربِ على نفسهِ عبقريًا ؟!

بل كيف صدقنا جميعًا أننا سنجدُ هُناكَ الاحتواءَ لأفكارنا وإنجازاتنا ؟!
بالطبق سيقومون باحتوائنا لينالوا ما لدينا من أمور " عظيمة " ثم ينسون أمرنا ما إن يتأكد لهم أنّ ورقتنا الرابحة قد أصحبت في مُتناول أيديهم !
سيقولُ البعضُ هُناك سأجدُ من يشجعني على اختراعي ، ويُساعدني فيهِ ويقومُ بنشرهِ وحفظ حقوقهِ ليْ ،
ولكن من فضلك .. هل فكرتَ قبلًا ، أنهم إنما يفعلونَ ذلك للاستفادة مما لديك فقط ؟!
ألم تُفكر قبلك أن هُناكَ آلافُ العربِ والمُسلمين أمثالكُ ، باتحادكَ معهم ، تجدُ ما كُنتَ تبحثُ عنهُ وأكثر ؟!

جميعنا نهربُ من واقعنا ، ولا نرغبُ في التطوير !
لا نريدُ أن نعطي .. إنما فقط أن نأخذ !
لا تفهموا كلماتي خطأً رجاءً ، فأنا لستُ ضد البعثاتِ مثلًا ، بل على العكس .. أشجعُ عليها كثيرًا ، على الرغمُ من أنها فقدت سبب وجودهِا الأساسي الآن !
أوجدت البعثات ليتعلم أبناءنا من الخارجِ ، ويعودونَ لتطويرِ بُلدانهم ،
ولكن ما الذي يحدثُ الآنَ بالضبط ؟!

يخرجون للدراسةِ ، ثم يعودون بالكثيرِ من الثرثرة عن جمال " امريكا " مثلًا ، وتوفر الخدمات والمواصلات ، وجمال الطبيعة ، وسهولة المعيشة .. الخ ، الخ !
حسنًا يا عزيزي كلامٌ جميلٌ ، ما رأيكَ أن تقومَ بتطويرِ كلِ ذلكَ في وطنكَ بما يُناسبه من عاداتٍ وتقاليد ؟!

اوه ، على جُننت ؟! لن تجدَ أحد يُريد ذلك ، البشرُ هُنا متخلفين ، ولن يقبلوا .. الخ ، الخ ، والخ !!!

وحتى من يُريد التطوير .. ستجدهُ يُريدُ تحويلَ وطنهِ إلى نُسخةِ من امريكا " الجميلة " !

وهي آخرُ ما يُوصفُ بالجمالِ بالمُناسبةِ يعني : )

ماذا قدمنا في دُنيانا يا عرب ؟!

ماذا أدينا من واجبات وفروض ؟!

الإجابةُ الأكيدة عند الأغلبية هي " لا شيء " والإجابة النادرة هي " أقل القليل " !

تُعقد القمم والمجالس ، يتناقشُ الناس بكافة طبقاتهم ، ويبقى السيد " فعل " خارج الخدمة " طويلًا " !
هُناكَ أمورٌ إيجابيةٌ تحدث ، ولكن مُقارنةً بالوضع الكُليّ تكادُ لا تُذكر !

أي أثرٍ سنتركهُ إذا جلسنا وتكاسلنا وتساهلنا مراتٍ ومراتٍ إلى الأبدِ ؟!

متى سنستيقظُ ونبدأ في إيقاظ السادة " أفعال قبل الأقوالِ " في داخلنا ؟!

أحيانًا .. عندما أخلو لنفسي ..

أفكر .. أريدُ أن أفعلْ ، أريدُ أن أنجز ، أريدُ أن أقدم ،

جميلٌ كلُ هذا ، ولكن متى ؟!

ما الذي يضمنُ عيشي ثانيةً أخرى ؟!

إذا لم ابدأ الآن ، في هذه اللحظة .. فمتى ؟!!
عندما أموتَ ؟!

عندما أدفنُ في قبري ؟!

كثيرًا ما سمعتُ عباراتٍ مثل " ما زلتِ صغيرة " " لماذا تقتلين نفسكِ بالعمل " " أنتِ ترهقين نفسكِ أكثر مما يجب " .. الخ إلى من الجُمل " المُحبطةِ " لأقصى درجة !

واجبٌ علي أن أشقى وأتعب وأقدم دون تذمر !
لستَ مكاني على أيّ حالٍ ، ولست أنتَ من يتعب .. فرجاءً .. ألزم الصمت عزيزي ولا تُهبط من هممي !!



انتهى !
~ }

2 التعليقات

  1. Ebai Says:

    جميل وأعرف ..!
    شوية ساعات قمراتي
    وحأجي اجلسلك هنا


    ,,
    مرات بحاجة لكافيه نتكلم فيه
    شو احسن من بربرة حلوة مفيدة ؟!

    .,
    لكِ القلب أميرة

    إباء

  2. في انتظاركِ .. بفارغ الصبر ، .. ++

إرسال تعليق

شاركوني بحديثكم، .. فكُل شيء يحلو بالتكامل، وللنقاش جماله !