بتلة سادسة .. ! اَلْبُرُوْفِيْسُوْرْ ..،

الاثنين، 30 يونيو 2008 في 1:13 م


البرفيسور ..،


عينان راقبتا الفتاة الصغيرة ، وهي تلهو وتلعب مع رفيقاتها في باحة المنزلِ الخلفية ، ظهرت الجدة واقفةً على عتبة الباب ونادت صغيرتها ، أشارت الصغيرة لها في مرحٍ وانطلقت نحوها مُهرولةً ، أحاطتها بذارعيها الصغيرتين قائلة :

- ما الأمر جدتي العجوز ؟!

- نريدك في أمر ما ، أنا وجدك أيتها الأميرة الصغيرة !

قالتها وعلى طرف شفتيها ابتسامةٌ ماكرةُ ، ضحكت الصغيرة بفرحةٍ فطالما أحبت أن تناديها جدتها بهذا اللقب ، دخلتِ الاثنتان إلى صالة المنزل .. توجهت الفتاة بهدوءٍ نحو الجالس على الكرسي الهزاز وطبعت قبلةً على جبينه وهي تقول :

- ما الأمر جدي الحبيب ؟!

تنهدتِ الجدة وهي تجلس بجانب صغيرتها قائلةً :

- الأمر يا صغيرتي أننا قلقون بشأن تعليمكِ وتأخره ، فكما تعلمين .. من المفترض أن تكون مع رفيقاتك في الروضة تمرحين .. ولكن ظروف سفر والديكِ تمعنكِ من ذلك .. لذا فقد فكر جدك في أن يقوم بتعليمك في المنزل ، حتى تستطيعي مواكبة صديقاتكِ الصغيرات ، فما رأيكِ أيتها الأميرة الصغيرة ؟!

حركت الفتاة يدها على وجهها مفكرةً .. ثم نظرت إلى جدها قائلةً :

- هل هذا يعني أنك ستقوم بتعليمي بنفسك يا جدي ؟!

أجاب الجد بوقارٍ وهو ينظر في عيني حفيدته :

- نعم يا صغيرتي .

- وهذا يعني أنك ستكون بمثابة أستاذي ، صحيح ؟!

- نعم هذا صحيح !

اطرقت مفكرةً مرةً أخرى ، ثم رفعت رأسها في هدوءٍ يتجاوز سنها الصغيرة وهي تقول :

- حسنًا أنا موافقة .. !

ثم قفزت من مكانها واقتربت من جدها هامسةً في أذنه ببعض الكلمات التي دفعته إلى الابتسام قائلًا :

- فليكن يا عزيزتي ، سأكون بروفيسوركِ الخاص !

فاقتربت من جدها وجدتها ، وأحاطتهما بذراعيها .


* * * * * * * * * * *


تنبهت من ذكريات فجأة على صوت تحطمٍ .. شهقةٌ مني انطلقت ، انحنيت اجمع شتات الكوبِ المكسورِ ، لقد سقط كوب قهوتي !

قهوتي التي لم أتناولها يومًا قط ! ومن الواضح أني لن أفعل !

ولكن .. من يدري ، ما قد يحدث في يوم ما !

مضيت أحاول إزالة ما سُكبَ من القهوة ، ولوحةٌ معلقةٌ على الجدارٍ ما زالت عالقةً في ذهني ..

لوحة تحكي حكايتي ! .. أنا ، وجدتي ، وبروفيسوري الخاص !




0 التعليقات

إرسال تعليق

شاركوني بحديثكم، .. فكُل شيء يحلو بالتكامل، وللنقاش جماله !