خامس البتلات ..! اَلْعَمُ ..،

الثلاثاء، 10 يونيو 2008 في 8:11 م

اَلْعَمُ ..،


صباح آخر .. وكوب قهوة آخر !

لكن هذه المرة ، دون قطراتِ الغيث ..،


* * * * * *


يُقال أن هناك فتاةً صغيرةً .. انطلقت خارجًا لتمرح مع صديقاتها ..

هطل المطر غزيرًا .. كما لم يحدث من قبل ، ..

فرحا الفتاة وأسرعت تنادي والدتها

- أماه هناك قطراتٌ ضخمةٌ من المطرِ !

خرجت الأم لتشاهد القطرات ، نهرت ابنتها قائلة :

- هذه ليست قطراتُ مطرٍ بنيتي ، هيا ادخلي إلى المنزل اتقاء شرها !


تعجبت الفتاة الصغيرة ، أطاعت والدتها ودخلت المنزل وهي تتسأل :

- إن لم تكن قطراتٌ من مطرٍ فما هي إذًا ؟!

- دموع إنسان !

قالتها وهلي تلتفت إلى صغيرتها الجميلة ، بجسدها الأسود وعينيها الصغيرتان ..،

- دموع إنسان !!

هتفت الصغيرة وقرنا استشعارها يهتزان ..!

- نعم صغيرتي ، دموع إنسان ! .. بشريٌ حزينٌ آخر !

أطلت الصغيرة من النافذة ونظرت إلى ما حسبته غيمةٌ بيضاء ! يهبط المطر من أطرافها ،


* * * * * *


حاولتُ مسح دموع عيني بيدي ، ولكني لم أفلح فقد كانت أكثر مما تستطيع يداي حمله !

ومع عبق رائحة قهوتي الصباحية الساخنة .. عادت بي ذاكرتي إلى الوراء .. إلى يومٍ لم يُمحى من البال ..


* * * * * * *


طفلة صغيرة أقبلت تهتف ..

- عماه .. عماه !


أبعدت الشخص الجالس عن جريدته المسائية ، فتح ذراعيه وأستقبلها .. فحملها رافعًا إياها إلى صدره وهي تقول :

- عمي .. قص علي حكاية ما قبل النوم ..!

ضحك العم من براءتها

- أي قصة تريدين يا صغيرة ؟!


مررت الصغيرة أصبعها الصغير على وجهها وهي تتظاهر بالتفكير إلى أن هتفت :

- لقد عرفت .. أريد قصة فلة وأميرها الوسيم !


ضحك العم مرة أخرى .. وصعد بالصغيرة إلى غرفتها وهو يقول :

- سمعًا وطاعةً يا أميرتي الصغيرة ..،


وضعها على سريرها الوردي الأشبة بسرر الأميرات الأسطوريات ، وأخذ يقص عليها حكايتها المفضلة ، فلم تلبث أن أخلدت إلى سابتها العميق وسكنت .. ،

طبع قبلة حنونة على جبينها ... تأكد من وضع غطاءها وانصرف ..

في الظلام .. تفتحت عيناي .. لقد تظاهرت بالنوم ليذهب ويرتاح !



آهة خافتةٌ مني انطلقت !

يبدو أن قد اقتربت بإصبعي من كوب قهوتي الساخن ..

ثوانٍ ..


ثم تصاعد صوت المنبه ! .. لقد بدأ الروتين المعتاد ..

نظرة إلى تاريخ اليوم منعتني من إكمال وقفتي ! ..

اليوم إجازة !

تنهدت في تكاسل ..

وقفت لأنظر من النافذة ..،


قشرةٌ بيضاء ثلجية غطت الأرض ..

- آه ! .. أين أجدك الآن عماه ؟!




إكليل الجبل

الاثنين

11 : 09 P.M

09 – 06 - 2008

2 التعليقات

  1. عزيزتي ,
    ..
    انت مزيج من الروعة والابداع ,
    فواصلي عزيزتي ..
    للامام وكوني واثقة اني سأدعي لك
    ليلا ونهارا ,,
    ..

  2. سيد وسيم ،
    أعتزُ برأيك ومرورك ،
    فشكرًا جزيلًا لكَ ولقلمك :)
    حفظكَ المولى وأجاب دُعاءك ~ }

إرسال تعليق

شاركوني بحديثكم، .. فكُل شيء يحلو بالتكامل، وللنقاش جماله !