البتلة الثالثة عشرة !~ يومٌ مُميزٌ ، في مكانٍ مُميزٍ !

الأربعاء، 21 يناير 2009 في 8:07 م


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلًا وسهلًا بالجميعِ ، كيف حالكم ؟


اليومَ يومٌ مُميزٌ لأقصى الحدود ! ، خرجنا مع المدرسة في رحلةٍ إلى مزرعة ، يملكها والدُ إحدى الطالباتِ لدينا ، ..
بالنسبةِ لي ، هذه أولُ رحلةٍ لي في حياتي ، لأن هذهِ بالفعلِ أولُ سنةٍ لي بهذه المدرسةِ ،
حسنًا من المعلومِ أن أي رحلةٍ من الواجبِ ان يسبقها تجهيزٌ للاغراضِ التي قد أحتاجها هُناك ،
وإليكم بقائمةِ أغراضي : ~
1. طقم غيار كاملٍ .
2. مناديل ديتول .
3. فازلين ، علبة صغيرة .
4. لصق أجراح .
5. حذاء خفيف .
6. مأكولات خفيفة .
7. زمزمية مياه .
8. ربطات شعر .
9. تي شيرت للملعب الصابوني !

وفقط ! .. :
D
بالطبع القائمة أعدت بالمساء قبل النومِ ، .. في البداية لم أستطع النومَ مُطلقًا ، ولكن في الآخرِ ومع التعب الشديد ، نمتُ كالأموات ، استيقظتُ في اليومِ التالي وأنا أرغبُ في العودةِ للنومِ فقط ، ومع توترِ اليومِ السابقِ ، جائتني لحظة كدتُ فيها أتراجع عن الذهاب ، ولكني في النهايةِ تحركتُ وتجهزت ، الثياب الأولى ، جينز ، وبلوزة مخططة عرضيًا بالوردي والفضي الباردين ، أول ما وصلنا المدرسة ، اتجمعوا كل بنات الصف التالت المُتوسط في فصل واحد ، وأخدنا قصة قرآن ، وبعدين نزلنا الساحة ، .. كل مجموعة وقفت مع بعضها ، وجو المُشرفين على كل مجموعة ، يفتشو بناتهم ، .. اللبس للتأكد من كونه طويل وغير مُخالف للحدود ، والحقائب للتاكد من عدم وجود أي موبايلات ، كاميرات ، اجهزة أو ألعاب إليكترونية ، ركبنا الباصات .. وانطلقنا !
باصات قديمة مع الأسف .. موديلات 98 ، .. غير كدا مُجهزة لرحلات طويلة ، مو مجرد نص ساعة روحة ، وأخرى رجعة !
فكنت بأحس كأني راكبة سفينة تتهادى على البحر !
في النهاية أصلًا وأنا وصحبتي مسكنا ايادي بعض ، عشان لا ندوخ ولا نطيح ، ولا يصير فينا شي ! :
S
المرزعة على حسب ما عرفت ، جدًا ، جدًا كبيرة ، .. نزلونا في قاعة كبيرة ، حاجة أشبه بالصالة ، استقرينا هناك ، وحطينا أغراضنا ، وبعدين قسموا علينا مهام ، مثلًا ، تلاتة مجموعات مُهتمة بنظافة القاعة الداخلية اللي كنا فيها ، .. بحيث ما نمشي إلا وهي نظيفة ما فيها أي شي ، .. وكام مجموعة تانية ، ماسكين نظافة المساحات الخضراء اللي بالخارج ، ..
بعدين حررونا ! .. خرجنا للمساحات الخضراء ، .. وجلسنا نمشي ونجري ، نركض ، ونتسابق ، أنا وصحبتي طوال الوقت ،
لعبنا بالمراجيح ، ..
بعدين جا الإفطار ، ساندوتشات صغيرة ، دخلنا جوا خمسة شويات ! .. فطرنا ، وبعدين كل واحدة قامت تطلع الفضايح اللي بشنطتها !
تقربيًا ، جبنا ميني ماركت كامل عندنا تقريبًا، :
D
بس شخص زيي ، عنده حساسية من الشكولاتة ، وما يحب الأكل كله ! .. وما يحب المقليات ، ..
ما أكلت ولا شي ، البنات يحسبوني معقدة ! .. واحدة قالت لي ليش طيب حارمة نفسك ؟! .. قلت لها كدا انا ما أحب الاكل كله من الأصل ، لو بايدي ما أكل أبدًا .. فضحكوا وقالت والله مُشكلة ، انا احبه ! :
D
أصلًا الميس لمن فتشت شنطنا ، قالت جايبين أكل إنتو ، منتو فالحين غير في الشيبسات والحلويات ! "1
البنات الأربعة اللي معايا انتهوا خلاص ! .. كل واحدة نامت على التانية ، صارو عاملين زي المُربع ، هيهي .. في النهايى أنا طفشت ، وقمت لمجموعة تانية من البنات ، بدأو يعملو مُسابقات وحاجات خفيفة ظريفة كدا ، ..
وقبلها صكو ستاير القاعة اللي تطل على المساحات الخضراء ، العاملين وصلوا لينصبو الملعب الصابوني !
أهم حاجة صارت بوسط القاعة ، كان احتفال .. عملوه بنات الصف الثالث الثانوي ، لواحدة من زميلاتي ، بمُناسبة خُطوبتها !
كانو ملبسينها تاج ، وجايبين لها باقة ورد ، وجلسو يغنوا لها وزفوها وبخاخات تلج ، وجابو كيكة كبيرة ، عليها صورتها وهي صغيرة ، وعليها تلاتة شموع من الشموع النارية اللي بتطلع شرارات لفترة كدا ، وبعدها توقف !
البنت المخطوبة خجلانة لأقصى حد ، حتى وجهها حمّر ، صار زي الطماطم ! .. ربي يحفظها ويبارك لها ، :
D
وجلسونا لنعمل زي النشيد الجماعي نشكر فيه صاحبة المزرعة ، اللي كانت موجودة هي وبنتها وحفيداتها ، ..
وبعدين صلينا الظهر ، غيرنا ملابسنا ، وخرجنا للملعب الصابوني ، ..
في البداية كان لسه بيعبوا فيه المويا والصابون ، كانو حاطينه بوسط المساحة الخضرا ، وطبعًا فيها رشاشات السقايا ، فكنا أنا وصحبتي نركض بسرعة ونمر بيها كللها ، لنوصل للطرف التاني متروشيين بقووة (
H)
وإحنا لسه ما دخلنا الملعب الصابوني !!
كانو جايبين علبة صابون واحدة ، والملعب كبير جدًا ، فاللي شفناه ، القليل جدًا من الرغوة فقط !!
دخلنا ، نطرطش بعض بالمويا ، مافيش صابون يا بشر !!!! .. بس كان شي جدًا جميل ، ما سقطت ولا مرة والحمد لله ، حتى شعري ، اتبلبلت منه خصلات بس !

لدا السبب ارتحت كتير وقت غيارنا ، جينز مُختلف بدرجة أغمق بكثير ، مع فستان قصير مخطط عرضي بالأبيض والأسود ، وكان وقت الغدا .. بالقاعة دي ، ما في غير انا وبنت تانية متوسط ، والخالات !

البنت اللي معايا كانت بتطق لي عِرق !

شايلة هم الساعة ، والإسورة ، والخواتم ، والحلق ، والسلاسل ، والليبز ستيك ، والكحل ! .. ض1ض

استعجلتها في كل شي ، ورحنا نتسابق لحد القاعة التانية اللي فيها بوفيه الغدا !

تقريبًا إحنا آخر من وصل ، هي راحت مع زميلاتها ، وأنا جلست أدور على مجموعتي ، وبعدين اكتشفت إنه الاخوات وصلو بعدي ، لانهم أخدو طريق أطول !

جلسنا ناكل ، .. وبعدها الاخوات يحلّو !XD

جاتنا واحدة من المُشرفتين علينا ، وجلسنا نتكلم معاها شوية ، .. وبعدين قمنا ، اتفرقت عنهم بالطريق ، ورحت مع واحدة تانية ، وجلست معاها لحد نهاية الرحلة تقريبًا .. كل اللي عملناه إننا جلسنا ندور بالمساحة الخضرا ، ونتكلم .. فعلًا ، فعلًا استمتعت لأقصى درجة ، .. البنت حبوبة لأقصى درجة ، ربنا يحفظها لأهلها ، ويحفظ أهلها لها يا رب ^^

بالنهاية طلعت الميس تزهم يله يا بنات ، ماشيين ، كل واحدة تلم أغراضها ، وتجهز حالها .. أنا دخلت ، أغراضي ملمومة ، حطيتها كلها بالشنطة مع بعض وبس ، .. أحلى موقف صار ..

الميس بتاعت الانجلش ، سألت تلاتة بنات من المجموعة اللي معايا ، فين أروى ؟ فين بنتي ؟!!

فجو البنات يقولو لي ، أروى ، أبلة الانجلش ماماتك ؟! هيهي

أنا ضحكت وقلت لهم لاء ! ..

فجات الميس بتاعت الإنجلش وسألتني خلاص حبيبتي لميتي كل أغراضك وجهزتي حالك ؟ ..

أشرت لها براسي بعلامة الإيجاب ، .. فجات واحدة من البنات ، يا أبلة أروى من جد بنتك ؟!

قالتها لها ايوا :D

كانت جنبنا المُشرفة بتاعت مجموعتنا ، قالت لها هادي بنتك ؟!

فردت : ايوا ، مو كلهم بناتي !

فوافقتها المُشرفة وقالت ايوا صح ، - وأكملت بتكلم البنات – كلكم بناتنا بالنسبة لينا ، فقالو ايوا يا أبلة ، بس ايشمعنا أروى تسأليها عن حالها وإذا لمت أغراضها ولا لاء ؟! اكيد تقرب لك !

ردت عليهم الميس وقالت لهم لاء ، بس هي بنتي !

وبعدين راحت ، فالبنت بتقولي أكيد ، أكيد تقربي لها كدا ولا كدا !

ومهي راضية تصدق إنه مافي أي قرابة ! : D

في النهاية اتجمعنا مع مجموعاتنا ، وركبنا الباصات ، ورجعنا المدرسة ، .. على الساعة 5 وشوية إحنا هناك ، .. دقايق بس والوالد وصل ، رحت البيت تركت الأغراض ، وفورًا على بيت تيتة ، !

والآن .. ما زلنا عند النقطة الأخيرة ،

احد اجمل الأيام والحمد لله ، في تفاصيل كتيرة جدًا ، ما تنقال ، وأشياء تانية نسيتها ، بس هادا هو المُختصر المُفيد :D

راسي مُصدع ناو ، وأمنية نومي إني أروح أنام ! .. الله يستر بس !

لنا لقاءٌ آخرٌ ، . في مُدرجةٍ أخرى .. قريبًا بإذن الله ~ }


بتلةٌ ثانية عشرة ! أنا .. بعد خمسة أشهرٍ ~ }

الأحد، 18 يناير 2009 في 5:31 م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عودةٌ أخرى ، كيف حالكم الآن ؟
عساكم بخير ~ }

حسنًا ، .. في خطوةٍ لمُحاولة بدأ تحقيقِ أهدافي بجديةٍ ، هُنا سأطرحَ بعضًا مما عاهدتُ نفسي أن أقومَ بالانتهاءِ منهُ قبل إتمامي الـ 15 !
+ بدايةً ككاتبةٍ جدُ مُبتدأة ، أتمنىْ أن أكملَ كتابة سلسلة للقصص القصيرة ، باسم" أنا وبرفيسوري " ، وهي عن فتاةٍ صغيرةٍ ، في الـ 5 من عمرها ، تتعلمُ في كل يومٍ شيئًا جديدًا من جدها ، ومُعلمها ، هي سلسلةٌ موجهةٌ للأطفالِ بشكلٍ خاصٍ ، ولكن بأسلوبٍ الكبار ..،

+ السلسلة الأخرىْ ، التي لم أجد لها اسمًا بعد ، ولكنها سلسلة قصصيةٌ أخرىْ ، عن فتاةٍ تجاوزتِ العقدَ الثاني من عُمرها ، وتعيشُ حياةً رتبية ، بعملٍ مكتبي روتيني ، .. ولشخصيتها الفذة الحيوية والمُتمردة كانَ لابدَ لها أن تكونَ إنسانةً مُميزة !

إلى الآن ما زلتُ في طورِ القصةِ القصيرة ، أنوي قريبًا جدًا أنا ابدأ في القصةِ الطويلة ، ومن ثمّ الرواية ، ولكن ليس قريبًا جدًا كما يبدو ،
فالآنُ أحتاجُ إلى صقلِ همتي ، وإبعاد التكاسل والخمولُ عني ، ..
وما إن أنجحُ في ذلكَ ، أستطيعُ البدء بتحقيقُ كل ما أصبو إليهِ بإذن الله ، ..

وفقنا الله جميعًا لمرضاتهِ ~ }


البتلة الحادية عشرة ! .. بعضٌ مما تحتويهِ تلكَ العضلة .. ~

في 5:26 م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أهلًا وسهلًا بكم جميعًا .. كيف حالكم ؟

اليوم ، بالنسبةِ لي يومٌ مُختلفٌ عن أي يومٍ ! .. لا لسببٍ مُعينٍ ، .. فقط لما يجولُ في قلبيْ وعقليْ الآن ~

الكثيرُ والكثيرُ جدًا ، حتى أن سرعةُ أصابع يدي على لوحةِ المفاتيحِ أو بالقلمِ على الورق ، لا تضاهي مُطلقًا سرعة تسلسل خواطريْ وأفكاريْ ، كثيرًا ما أتمنى وجود جهازٍ ينقلَ الكلمات من عقلي إلى الحاسوبِ مُباشرةً !

لعل وعسى أن أجدَ كلَ ما يدورُ في خاطريْ يومًا أمامي مقروءًا وواقعًا !

ولكن الآن ، هل جربَ أحدكم يومًا إحساس الكبت ؟! .. بأن تشعر بوجودِ الكثيرِ والكثيرِ في عقلكَ وقلبكَ ، ولكن لا يُوجد أي مُتنفسٍ لما يجري بهما ؟!
هذا ما أُعاني منهُ تمامًا !

لدي من الطاقات ما يكفي العشرات ، ولا يوُجدُ لدي أي متنفسٍ ولو بسيط ، من جراءِ الكبتِ ، أشعرُ بأني على وشكِ الانفجار حرفيًا لا مجازيًا !

والمُشكلة أن ما بداخلي لا يخرجُ في عملٍ أو اثنان ، ولا حتى في يومين أو ثلاثة ! ولا أرغبُ في إضاعةِ هذه الطاقاتِ هدرًا .. حقًا أكرهُ حياةَ الكسلِ والخمول ! .. بمُجردِ اعتيادِ الإنسانِ على هذا النوعِ من الحياة ، يصعبُ عليهِ كثيرًا العودةُ إلى ما كان عليه من النشاط والحيوية ، أو حتى نصفَ ما كانَ عليهِ !

الآن ، أعيدُ بناءَ كل شيءٍ من نُقطةِ الصفر ، كل شيءٍ !
أعاننا الله وإياكم !

قد تبدو هذه المُدرجة مُجرد فضفضة !

ولكن هي ليست كذلك على الإطلاقِ بالنسبة لي ، فهي بإذنِ الله أولُ خطوةٍ لكسرِ الحاجزِ الذي تم بناءهُ مع الزمن ، فقط لا تنسوني وجميع المُسلمينَ من صالحِ دُعاءكم ، وفقنا الله وإياكم ..

إكليل

(F)



بتلةٌ عاشرةٌ ! .. حملةُ معًا نحو التطوير ،

الأحد، 21 ديسمبر 2008 في 8:35 م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلًا وسهلًا بالجميعِ ،
كيف حالكم ؟

بمناسبة اقتراب نهاية السنة ،
اطلقنا حملة .. :
معًا نحو التطوير !

حملة معًا نحو التطوير .. اكتب لصديقكَ خطابًا بمناسبة نهاية السنة ، وصف له مدى تطوره ، وسلبياته وايجابيته بدون مجاملة
، + نصيحة صغيرة !

شرح الحملة .. :
في خطوةٍ لتقييمِ أنفسنا ، ومعرفة آراءِ الأُناس حولنا فينا ، لذا في هذه الحملة ، سيقومُ كل شخصٍ بكتابةِ خطابٍ لكل شخصٍ يُحبه ،
ليُخبرهُ فيها بـ ..
+ مكانته عندك ،
+مدى تغيره في السنة الأخيرة ،
+ سلبياته وإيجابياته ،
+ كيفية معالجة السلبيات < في حال وجود المعرفة والخبرة !
+
نصيحة أخيرة ،
+ تهنئة بالعام الجديد

< هذه الأساسيات فقط ، وكل شيءٍ قابل للزيادة ..

بالطبع ، الرسائل أو الخطابات ستصل لأصحابها وحدهم سرًا وليس علنًا ، سواء عبر إيميلاتهم ، أو رسائلهم الخاصة ، أو حتى تُسلم باليدِ ، وتسلمُ في ليلة نهاية السنة فقط :)

\/ ملحوظة أخيرة ، لمن يُريد نشرَ الفكرةِ في أي مكانٍ آخر فهذا مسموح ، بشرطِ ذكر المصدرِ الأساسي ، مدونة بتلات زهرة ، لصاحبتها إكليل : )


كل الود والتوفيق للجميع ،
وكل عامٍ وأنتم بخير من الآن ..
سنة سعيدة على الجميع بإذن الله ~ }


بتلةٌ تاسعةٌ ..! إهداءٌ ~

الاثنين، 1 ديسمبر 2008 في 6:12 م

صباحٌ مُشمسٌ آخرٌ ، ويومٌ مُملٌ جديدٌ ~

ما فائدة العُطلِ إذا لم نستطع الاستمتاع فيها بما نريد ؟! لا بحرٌ ، ولا جبلٌ ، ولا وادٍ ! لكن لا بأس ، عُطلةٌ في المنزلِ أفضلُ من عشرةٍ في المكتبِ ،!

تمددتُ على كُرسي أمام النافذةِ الكبيرةِ المُطلةِ على الميدانِ العامِ ، جرسُ الهاتفِ يرنُ .. أوه ليسَ في مقدورِ يدي الوصول إليهِ ! .. لا يُهم ، من يُريدني لأمرٍ هامٍ سيُعاودُ الاتصالَ ،

تمددتُ أكثرَ على كُرسيَ المُريحِ ، الذي أكادُ أختفي بين طياتهِ ، كمْ أحبُ كُرسيَ العزيز ~ !

إزعاجٌ آخرٌ ، عادَ جرسُ الهاتفِ يرنُ ، مَنْ الذي يبحثُ عنَيْ فِيْ مثلِ هذا الوقتِ من السنةِ ؟!

- حَسنًا ، حَسَنًا ، أنا قادمة ، قليلًا فقط ،

وصلتُ إلى الهاتفِ ورفعتُ سماعتهُ إلى أُذنيْ ، فإذا بصوتٍ لم أسمعهُ مُنذُ زمن يصدحُ فجأةٌ ، لماذا يصرخ ؟! .. يا إلهي إنه علاء ، بنبرة صوتهِ المُرتفعة !

- علياء ، علياء ، هل أنتِ هُنا ؟! .. مرحبًا !

- نعم أنا هُنا يا علاء ، ما الأمرُ ؟!

- صباحُ الخيرِ أولًا يا شقيقتي الصغيرة ، كيف حالكِ ؟

تورد خداي ، إنه علاء حقًا ، أخي الأكبر الذي لم أرهُ منذُ أكثرَ من السنةِ !

- صباح النور ، الحمدُ للهِ أنا في خيرِ حالٍ ، وأنتَ ؟ .. ما هي أخبارك ؟

- نحمدُ الله دائمًا يا عزيزتي ، قبلَ أن أنسىْ ، هل أعددتِ هديةٌ لعمنا اليوم ؟

- هدية ؟! .. لماذا ؟!

- احم ، يبدو أنكِ أصبحتِ كالناسكةِ يا أُخية ! .. ألا تتذكرين تاريخَ اليوم ؟! إنه يومُ ميلاد عمنا الوحيد ، ليس من المعقولِ أن تنسي !

- حقًا ؟! هل أنتَ متأكد ؟!

بدا كأنه سيأكل الهاتف ويمسك بي ويهزني هزًا ، كثيرًا ما أحمدُ ربي على أنهُ مسافرٌ للنصفِ الآخرِ من الكوكبِ !

- بالطبعِ مُتأكد ! .. حفلةُ يومِ ميلاده اليومْ ، في بيته الجبلي المُعتاد ، أم تراكِ نَسيتِ عنوانه أيضًا ؟!!

- لا لم أنسَ ، على كلٍ ليست مُشكلة ، يُمكنني جلبُ هديةٍ له في غضونِ نصف ساعةٍ ،

- جيدٌ جدًا ، أنا في طريقي إليه الآن ، ومعي هديته ، سأنتظر وصولكِ بعد ساعتين ،

- ساعتين ! .. لماذا ؟!

- علياء ! .. ماذا أصابك ؟!! أنسيتِ أن عمي يُحب حضورنا المُبكر لننعم بجلسةٍ عائليةٍ مرحة ! .. حقًا يبدو أنكِ كُنتِ تعيشينَ حياةَ النُساكِ ، حتى تقاليدنا نسيتها ! .. هيا بُسرعة ، ارتدِ ثوبكِ وأسرعي ، سيحزنُ إذا ما تأخرتِ ، هيَا ،

- حسنًا ، ساعة واحدةٌ فقط وسأكونُ في الطريقْ .

وأغلقتُ الهاتفَ ~ .. رائع ! .. يبدو أن العُطلةَ هذه السنةَ ستكونُ مُختلفة ، منزل جبلي ، مع عمي وأخي وبقية العائلة ، وحفلة ميلادٍ ، جميل جدًا ! .. أسرعتُ نحو غُرفتي أرتدي فستانَ العيدِ الوردي الذي حسبتُ أني لن أرتديهِ قريبًا ، صففتُ شعري بسرعةٌ وأني أطلقهُ وأضعُ وردةً صغيرةً فوق أذني ، خطفتُ حقيبتي وأسرعتُ إلى سيارتي الجميلة ، أدرتُ مُحركها في سرعةٍ وأنا انطلقُ بها إلى وسطِ المدينة ، هُناكَ محلُ ساعاتٍ سيفي بالغرض ، لحظة ما هذا ! .. يا إلهي ، لقد نسيتُ نظام الصوتِ يعملُ منذُ الأمسِ ! .. مددتُ يدي وأغلقته ، ليسَ الآنُ ، سأحتاج إلى تأثيرهِ على الطريقْ ، جيدٌ ها قد وصلنا ، تركتُ مُحركَ السيارةِ يدورُ وأنا أغلقُ قفل الأبوابِ وأدخلُ المحلَ العريق ، من المعروفُ أن ساعاتهِ السويسريةِ هي الأفضلُ في الكونِ ، لا يُهم ، فعمي يستحق أضعافها في النهاية ، أتاني أحدُ القائمينَ على المحلِ وهو شابٌ عابثٌ كما يبدو ، تقدم وهو يقول :

- أهلًا وسهلًا بكِ سيدتي ، هل لي بمُساعدتكِ ؟

لماذا يُحبُ الجميع تكرار هذا السؤالِ البغيضِ ؟! لا بأس ، سأستعينُ بهِ لأنتهي مما أريدُ بسرعةٍ ،

- المعذرة ، ولكني أبحثُ عن ساعةٍ لشخصٍ في أواخرِ العشريناتِ ، ساعة بيضاء ، مع سوارينِ من الجلدِ ، أنيقة ورسمية بعض الشيءْ .

- أتيتِ للمكانِ المُناسبْ ، لقد وصلتْ آخرُ مجموعةٍ من هذا النوعِ بالأمسِ فقطْ ، تفضلي من هُنا رجاءً .

اتبعته إلى أقصى رُكنٍ في المحلِ ، لأرى عارضةً تدورُ ، وعليها مجموعةٌ مُختلفةٌ من الساعاتِ ، جميعها تنطبقُ عليها ما كان في خاطري من صفاتٍ ! .. رائع ، أمامي أكثرُ من أربعينُ نوعًا ، كيف سأختارُ الآن ؟! ..

- لحظة ، أوقف العارضة رجاءً .

مد يدهُ بسرعةٌ ليُمسكَ بالعارضةِ ويًُوقفها ، أطلتٌ النظرَ في صفٍ من الساعاتِ ، ثم أشرتُ إلى إحداها ، كانت متوسطة الحجمِ ، بخلفية فضيةٍ ، وإطار فضيٍ ، مع سوارٍ من الجلدِ الأسودِ ، أدخل الشابُ مُفتاحًا في قاعدةِ العارضةِ وفتحَ الزجاجَ ليُحضرَ الساعة التي اخترتها ، ذهب إلى ركنٍ قريبٍ وأتى بعلبةٍ قطيفيةٍ وهو يقول :

- هُنا قلمٌ أزرقٌ جافٌ يأتي مع هذه الساعةِ ، هل تريدينهُ أم لا ؟

أريده بالطبع ! .. كيف للساعة أن تُصبحَ " ساعةً " من غيرِ قلمٍ يُزينُ المكتبْ مع الساعة في اليدِ ، أشرتُ له في برودِ بإضافته بينما أدرتُ ظهريْ لأشاهدَ عارضةً أُخرىْ ، نحنحةٌ بسيطةٌ بجانبي ، فإذا بالشابِ يحملُ كيسًا ورقيًا أنيقًا في يدهُ ، وهو يُشيرُ إلى جهةِ الحسابِ ، تقدمتهُ إلى هُناكَ وأدخلتُ بطاقة حسابي في الآلةِ وأُتبعها بالرقمِ السريْ في سرعةٍ ، ثوانٍ هي ، ثم سلمني الشابُ الإيصالَ مع الكيسِ وهو يقولُ :

- أتمنى لكِ يومًا جميلًا سيدتي ، وشكرًا لكِ لاختيارِ محلاتنا ، نتمنى أن نراكِ مرةً أخرىْ ،

رسمتُ له ابتسامةً سريعةً وأنا أفتحَ قفلِ باب السيارةِ وأضعُ الكيسَ على الكرسيْ بجانبي وانطلقُ نحو الطريقِ الجبليْ ، في وسطِ الطريقِ بدأتُ أشعرُ بالدوارِ ، هُنا يأتي دورُ نظامِ الصوتِ الجديد ، ضغطتُ بإصبعي على زرٍ دائريٍ صغيرةٍ ليظهر على الشاشة اسم الأغنية اللي كنتُ أسمعها بالأمسِ ، وكالعادةِ لم أكمل سماعها ، بدأ صوتُ الأغنية تعلو من منتصفها - كالمُعتادِ أيضًا - أووه ، هذا المقطع ! ..

Because you live and breathe

Because you make me believe in myself

When nobody else can help

أتى في وقتهِ كما يبدوْ ! ، أخذتُ الأغنيةُ تُعيدُ نفسها طوال الطريقِِ ، ولحسنُ حظي وصلتُ قبل إكمال المرة الألفْ ، كانت بوابةِ السورِ مفتوحةٌ لحسنِ الحظِ ، أوقفتُ السيارةَ أمام البابِ الخلفيْ ، اقتربتُ من البابِ وأنا أخبئُ الكيسَ وراءَ ظهريْ ، بنية طرقِ البابِ رفعتُ يدي ، فإذا بالبابُ يُفتح تلقائيًا ، لأنه مفتوح بالفعلِ ودفعةٌ بسيطة هو كل ما كان يحتاجهُ ! ..

نوبةُ كرمٍِ حاتميٍِ أتتهُ كما يبدو ، مشيتُ على أطرافِ أصابعي وأنا أتوجهُ إلى الصالةِ الكبيرةِ المُطلةِ على الحديقةِ ، فإذا بالكيسِ خلفي يُسحب ، التفتُ بسرعةٍ لأجدَ نفسي وجهًا لوجهٍِ أمامَ عميْ وهو يُمسكِ بالكيسِ ويقولُ مُعاتبًا :

- آخرُ الواصلينِ ، زائد تأخيرٌ لمدةِ ساعةٍ ونصفٍ ، ما العقاب الذي تستحقينه في هذه الحالة ؟!

فلتت مني ضحكة صغيرة وأنا أطبع قبلةٌ على جبينه وأهنئهُ بإتمامهِ الـ 27 عامًا ، كان يبدو أصغرَ من ذلكَ بسنتين أو ثلاث ، ولكني - وكعادتي - ناديتهُ بلقبِ " عمي العجوز " ، كان يتظاهرُ بالغضبِ من هذا اللقبِ ، ولكن لا بأس ، المُهم أن الابتسامات تعلو الشفاه في النهايةِ ، كانَ الحفلُ رائعًا ، بروحهِ المرحةِ العاليةِ ، استطاعَ إسعادُ الجميعِ على الرغمِ من أنها حفلةُ ميلادهِ هُوْ !

من يُصدق أن هذا الشخصُ أكبر مني بالفعل ؟! .. يالها من حياةْ !

بدأتِ الحفلةُ في العصرِ ، ولم تنتهي إلا قبل منتصفِ الليلِ بنصفِ ساعةٍ بالضبطْ ، جميعُ الضيوفِ رحلوا ، فقط بقيتُ أنا وأخي علاء مع عمنا ، آخر ساعتينِ قضيناها في الحديقة المُحيطة بالمنزل ، الكبيرة ، الواسعة ، والجميلة ، في النهاية أصرَ عُمنا علينا المبيتَ عنده لأيامِ العُطلةِ الثلاثْ ،

وافقنا مُجبرين بارتياحٍ ، فلا أحد يرغبُ أن يقودَ إلى المنزلِ في طريقٍ جبليٍ غريبٍ نسبيًا ،

في النهاية - ثانيةً ! - خلدنا إلى أسرتنا في غرفنا المتجاورة كالموتى ، وكعادتي - أيضًا ! - لم أستطيعَ النومَ قبل أن أتمنى لكليهما نومًا هنيئًا ، ولدبي الصغير ليلة سعيدة !


إهداءٌ .. إلى عمي العزيزْ ~

كل عامٍ وأنتَ بألفِ خيرٍ !