ملاحظة: هذا ما يفعله الإكتئاب التام الناتج عن عدم إنهاء حتى فصل واحد في مادة الرياضيات، والامتحان بعد يومين من الآن! دعواتكم لي ولصديقاتي وللجميع بالتوفيق والسداد. =)
.،'
للمرحلة الثانوية جو سحري خاص، ففيها تشعر أنها كُل الحياة، وتحياها وكأنها ستدوم، وكُل يوم يمر وأنت غير مصدق لحقيقة أنك كبرتَ إلى هذه الدرجة، حتى تصل إلى آخر شهرٍ في الصف الثالث الثانوي، ويأتي موعد حفل التخرج، فيمر شريط الذكريات كصورٍ قليلة، لا تذكر منها غير صور كبيرة لا تستطيع نسيانها لأنها تشكل أحداثًا مهمةً جدًا في تاريخك. في حفل التخرج تذرف الدمع على أناس ستفتقد رؤيتهم كل صباح، على أناس لم تُعمّق علاقتك بهم كما يجب، على أناس لم تعرف عنهم إلا القليل. وستغضب وتحقد لأن حفل تخرجك لم يكن في مقام هذا الحدث الكبير والمهم جدًا في حياتك فتقرر إقامة حفل يليق بك مع أصدقاءك، أو ستفرح فرحًا شديدًا لأن حفل تخرجك كان جميلًا، خياليًا يضاهي حفل زفاف القرن بهاءً!
سيرتجف قلبك رعبًا وهمًا من الاختبارات النهائية، والقدرات، والتحصيلي. فجميعها تلعب دورًا أساسيًا في تحديد مستقبلك الذي ستعيشه بدءًا من العام الدراسي الجديد وللأبد!
فتخيل كُل هذا الضغط يقع على عاتقيك فجأة ودون مقدمات؟ والعائلة الكريمة تسألك كل يوم عن القسم الذي ستدخله فتزيد توترك توترًا أو لا يسأل أحدهم عنك إطلاقًا فيزداد غمك غمًا!
فأنت محتار احتيارًا تعجز نفسك عن وصفه وإن كان وقع اختيارك على قسم بعد دراسة واقتناع، ستظل الأسئلة تدور في رأسك هل اخترته كخيار آمن؟ هل سيناسبني البرنامج الأكاديمي؟ هل سأندم على دخوله؟ هل اخترته لأنه سهل علي ؟ لو اخترت قسمًا آخر هل سيكون ذلك أفضل؟ هل سيكون راتبي جيدًا ؟ بل هل سأجد وظيفة محترمة؟ أو أنك من هؤلاء الناس الذين سيدخلون الطب وفقط الطب، فهو التخصص المثالي لأصحاب العقول الكبيرة من أمثالك -ولست أسخرهنا- لكنك إما تريده لمجده، أو لرفع رأس أبوين سيُرفع رأسهما مادمت ناجحًا ولا يصنع المجال فارقًا، أو لاتباع خطوات اخوة فكيف تدخل قسمًا اخر اقل منزلة من قسم اخيك؟! أو أن لك ميولًا ليس لها قسم يُدّرسها كما يجب، أو أنك لا تعرف ما تختار ،فتختار الطب سعيدًا ونشتكي فيما بعد من مستوى أطباءنا ولماذا يتخرج كُل عام عشر آلاف طبيب وطبيبة ولا يتميز ويتقن منهم إلا عشر؟! -الأرقام مجازية-
وإن كنت طموحًا فأنت تفكر في الإلتحاق بأفضل جامعة، إن محليًا أو بالابتعاث، فهنا أنت محظوظ كولد، وغالبًا غير محظوظة كفتاة. -ليست قاعدة!-
كل هذا ممزوج بعدم تصديق فأنت تحاول أو لا تحاول أن تصدق حقيقة وصولك إلى هذه المرحلة.
وكل هذا قبل الاختبارات النهائية. فأنت إما طموح تريد أن تختم سنتك على خير بدرجة كاملة. وإما غير ذلك. وفي كل الأحوال الضغط النفسي لا يسمح لك بكثير من الراحة، وضيق الوقت وسرعة طيرانه مضيًا يلعبان بأوتار أعصابك عزفًا ونغمًا.
فتتمنى لو أنك ترف بعينك فينتهي كل شيء. الاختبارات وتسجيل الجامعة والصيف، ربما سنوات الدراسة بأكملها؟ ربما تريد أن تكون مستقرًا براتب عالٍ في منزل فخم وسيارة فارهة؟ ربما تريد أن ينتهي كل شيء وتدخل الجنة؟ من يدري، كُلٌ ودرجة اكتئابه وتأزمه نفسيًا!
لكنه سؤال يمر جيئة وذهابًا بين عقلك ولسانك : ياخي متى ننتهي ونِخْلَص؟!