عندما تغرق الأيام في بحر الضياع

الاثنين، 6 فبراير 2012 في 10:38 م


‫مضت فترة طويلة جدًا منذ أن كتبت شيئًا في هذه المدونة، مضت فترة طويلة منذ كتبت أي شيء! وعندما يتوقف الكاتب عن الكتابة، فهو يفقد جزءً منه، يفقد جانبًا يعرّفه ويكوّنه، فيمضي يعدُّ الأيام مفتقدًا اكتمال ذاته، ربما غير واعيٍ بسبب النقص।‬
‫لي ما يقارب السنة وأنا غارقة في الدراسة، في تضييع الوقت، في تقلب المشاعر والنفسيات، في البحث عن أمرٍ يجعل يومي أفضل، يجعل سبب وجودي ودراستي أفضل، يجعل لكل ثانية أحياها معنى أكثر عمقًا، معنى يروي ظمئي وحاجتي للوضوح، للإحساس بالارتواء! ‬
‫خلال الشهور الاثنا عشر الماضية، كُنت "أحشي" عقلي بكل شيء أراه وأسمعه دون أن يكون هناك مكانٌ أفرغ فيه بعمق ما يدور في خاطري، أعتقد الآن أني وصلت إلى مرحلة يصعب علي فيها الاستمرار في الإدخال و"الحشي" إن صح لي الاعتبار. فأريد أن أتحدث كما سمعت، أن أحكي الحكَايَا كما رأيت، أن أصور الحياة كما أراها تمضي أمامي!‬
‫لماذا الآن ؟ حقًا لا أعلم، فقط كُنت أشعر أني سأصل في يومٍ ما إلى مرحلة أحتاج فيها أن أفرغ لأن كأسي امتلأ بالحجارة، وحبات الرمل، اللؤلؤ، وقطع الذهب، وأكواب القهوة حتى فاض بها!‬
‫أين كُنت في آخر مرة ؟ حقًا لا أذكر.‬
‫أين أنا الآن ؟ أنا في آخر فصلٍ دراسي في الصف الثالث الثانوي، أحاول أن أتجاوز خيبة أملي في مستوى تحصيلي الدراسي في السنوات السابقة، أحاول أن أستمتع بدراسة موادي ومواضيعي المفضلة، أحاول أن أوازن بين رغبتي في بذل مزيد من الطاقة للإهتمام بدراستي، قلقي من اختباري القدرات والتحصيلي على الرغم من محاولاتي لتهدئة نفسي، أمنيتي في تنظيم حفل تخرجٍ خيالي ببساطة لي ولصديقاتي، رغبتي في المشاركة في أنشطة مختلفة تكسر جو المدرسة من وقتِ لآخر، رغبتي في رفع مستوى بدني الصحي، رغبتي في تنظيم حياتي الشخصية، رغبتي في الإنجاز على المستوى الشخصي وعلى مستوى هواياتي।، شغفي الإدماني بالأفلام، وحبي للفنون।، ومرحلة انتقالي "للنضج" كما يُفترض على الرغم من عدم ملاحظتي لأي تغيير من هذا النوع على الإطلاق! كما نسيت أيضًا نقطة دراستي الجامعية في أي جامعة وأي تخصص وأمنيتي في الحصول على بعثة لجامعة مخضرمة للماجستير وما بعده! مجرد ذكر هذه الأمور متتالية يُشعرني أني في مركز شبكة معقدة لا أعلم كيف أنظمها!‬
‫أن تشعر أنك تعيش كُل يوم فقط ليمضي اليوم ويأتي الذي يليه يجعل حياتك بلا معنى، يشتت كيانك ويفرقه لأنه يجعله خاويًا بلون رمادي، فلا أنت أبيض ولا أسود!‬
‫يقولون أن هذا الفصل الدراسي من المُفترض أن يكون أفضل أيام حياتنا، من المفترض أن يكون الأجمل، والأكثر مرحًا، من المفترض أن يكون وقت نضجنا وانتقالنا تمامًا لمرحلة النضج كما "يُقال ويُفتَرَض"!‬
‫أمضيت الصيف بكامله أحاول أن أتجهز نفسيًا لهذه المرحلة، لهذه السنة، لهذا الفصل الدراسي، لكن كُسّرت المجاديف من أول أسبوع ولم يعد لي رغبة أو قدرة إلا على المضي يومًا بعد يومًا، أبحث عن شيء جديد يجعل ذلك اليوم مختلفًا وأفضل مما سبقه، لكن لم يحدث شيء‬ حتى الآن!

0 التعليقات

إرسال تعليق

شاركوني بحديثكم، .. فكُل شيء يحلو بالتكامل، وللنقاش جماله !