شخصية الأسرة والعائلة

الخميس، 18 أغسطس 2011 في 4:43 م

بالأمس في برنامج رياح التغيير كان الدكتور طارق السويدان يتحدث عن الفردية والمالية في الغرب، وكيف أن الإسلام منهجه بعيدٌ كل البعد عن هذا، في تأمل لواقع حياتي أنا كفرد من عائلة مسلمة، سعودية، كثيرًا ما كُنت أردد لصديقاتي وعلى صفحتي كذلك أني أتمنى لو أنا نعيش بنظام الدول الغربية، الشاب والشابة في عمر ١٨ عامًا يتحمل مسؤليات كبيرة، لكن لا نطبقه بنفس الطريقة تمامًا، إنما مع مراعاة تقديس الإسلام للعائلة، الوالدين والأرحام والأخوة، لأن ما يحدث في عائلاتنا هو سيطرة تامة على الشاب والشابة، فتصبح العائلة كالسجن لأن الإنسان يصل إلي مرحلة معينة من العمر يحتاج أن يعتمد فيها على نفسه وإلا فسد।
يخطر لي تشبيه حال العائلات بالمدارس الداخلية، لكل عائلة نظام خاص بها، يحتوي على مبادئ، قيم، عادات، تقاليد، وحتى آراء وتوجهات معينة على كل أفراد العائلة اتبعها دون نقاش أو تغيير! فأصبح الأمر أشبه بالتبعية منها للانتماء فقط!
فأنا كفتاة أكملت السابعة عشر، لا يحق لي ارتداء ثيابي بأي أسلوب أرغب، بل هناك حدود معينة لا علاقة لها بالدين ولا الأدب إطلاقًا إنما هي ذوقيات شخصية، فإن لم أوافق الذوق العام لهذه العائلة أتعرض للنقد اللاذع صراحة أو تلميحًا، بسرية أو في العلن!
الطريقة التي أقضي بها وقتي، ترتيبي لأولوياتي، هواياتي وشغفي، كُلها محدودة بآراء هذه العائلة، وكأن العائلة أو الأسرة أصبحت شخصية إنسان يتبناه جميع أفرادها ويكونونه بطريقة أو بأخرى، بدلًا من أن تصبح العائلة هي المظلة التي تدعم أفرادها كُل بطرقه ووسائله ليحققوا جميعًا الغاية من خلقهم، عبادة الله عز وجل وتعمير الأرض.
فما ذنبنا أن فكرنا مختلف جدًا عن والدينا ؟ لم يجب أن نعاني من أزمات نفسية كثيرة فقط لأن درجة بياض ريشنا تختلف عن باقي السرب؟ أليس لونه أبيض في النهاية ؟
العوائل والأسر والتربية هي أساس نجاح المجتمع أو فساده، تعتمد عليها، ومنها تبدأ وتنتهي!
اللهم ألهم والدينا الصواب واهدنا وييسر للجميع الخير دائمًا يا رب.

قدرٌ مكتوب

الأحد، 14 أغسطس 2011 في 6:03 ص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في قرأتي لكتاب "الأحاديث القُدسية" للإمام مُحيي الدين النووي، المتوفى رحمه الله عام ٦٧٦ هـ بتعليق وتقديم من الأستاذ مُصطفى عاشور،
شدني حديثٌ قٌدسي يصفُ قدرًا لأمة الإسلام،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : { إن الله زَوَى لي الأرضَ فرأيتُ مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يُهلكها بِسَنَةٍ عامة*، وأن لا يُسَلِط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم*، وإن ربي قال: يا مُحمد، إني إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُرد، وإني أعطيتك لأمتك إن لا أُهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم نم بأقصارها - أو قال من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يُهلكَ بعضًا، ويسبى بعضهم بعضًا }
- رواه مسلم.
* فيستبيح بيضتهم: أي عزهم وملكهم، وجماعتهم.
* أن لا أهلكهم بسنة عامة: أي لا أهلكهم بقحط يعمهم، وإن وقع قحط يكون في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام।

وفي رواية أخرى لمسلم:
{ عن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله علسه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية فدخل فركع فيه ركعتين، وصلينام عه، ودعا ربه طويلًا، ثم انصرف إلينا فقال عليه الصلاة والسلام: سألت ربي ثلاثًا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسَنَة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها }.

،
وجدتُ أن هذا الحديث القدسي، يصفُ كثيرًا مما نراه اليوم!
فماذا ترون أنتم ؟

مولد هلال

الجمعة، 29 يوليو 2011 في 12:21 ص


فُتح باب الشُرفة، وأطلت تلك الفتاة بسترتها الليمونية، واللحاف الأبيض في يدها، أغلقت الباب، وضعت اللحاف على الأرضية الخشبية، وجلست تتأمل السماء، نسمات الليل العليل تُداعب خُصلات شعرها تموجه، وهي تغمضُ عينيها مطربة أذنها بصوت حشرات الليل في ذلك السكون، مستنشقة عبير الورد والشجر والبحيرة والجبل، ترفع رأسها متأملة السماء، مسودة ممتلئة نجومًا مضيئة كحبات ألماس صغيرة نُثرت على مخملٍ أسود، وبين النجوم المتلألئة، كانت القمر هلالًا شامخًا، واضحًا بصفاء، يحكي حكايا أهل قرية تنفسوا الحياة وعرفوها، من عيله يرى الجبل وسفحه، يرى المرج وسهله، يرى البحيرة وشاطئها، وتلك الثلوج الذائبة تُجتَذَبُ نحو الأرض من قمم الجبال.
يهبُ النسيم حاملًا معه نفحات حُبٍ وأمان، نفحات سلامٍ وأمل مُقَشعِرًا جسم صاحبة السترة الليمونية، حاملًا إياها إلى عالمٍ الأحلام، حيثُ الروعة هي السيد والعنوان.

تفكر في الأخوة

الثلاثاء، 19 يوليو 2011 في 12:41 ص

بسبب كوني الابنة الكُبرى في أسرتي، كثيرًا ما كانت لدي أمنية وجود أخ أكبر مني، وكثيرًا ما كُنت أقول لأمي الآن "لمَ لم تأتي بولد يكبرني!"، لكني الآن تقبلت الوضع بصورة أفضل، وبدأت أبصر موضعي "كبكرية الأسرة"، فكثيرًا ما أريد أن أكون الآن الشقيقة الكُبرى الحنونة التي ينظرون إليها كقدوة حقيقية، فسواء شئت أم أبيت أنا قدوة لهم وإن لم يعوا هُم ذلك، لكني الأكبر والأنضج، وأعتقد أنني بطريقة ما أشعرهم بذلك أكثر!
من الأمور التي أودُ أن أخرج بها ككنز في هذه الصيفية علاقتي مع أخوتي، وتفكرٌ اليوم في السيارة جعلني أستشعر بحق حُب الأخوة، الأخوة أكبر من الصداقة وأعمق وأمتن رباطًا، الأخوة هي رباط بالروح والقلب والدم والبيئة والأصل وكُل شيء، فمهما حدث لن يقوم شخصٌ بمقام الأخ ولن يصل شخصٌ لمقامه وكذا الأخ، فالأخ مهما ساءت بينكما الأمور، تنسونها في لحظات دون الحاجة لإقامة صلح، الأخ هو من تذكره دائمًا عندما تفكر في دعوة في ظهر الغيب، الأخ هو الذي مهما ابتعدت بينكما المسافات، ومهما ابعد أحدكما الآخر عن حياته، يعود ليتعودا أخوة!
كلمة أخوة كلمة حلوة، جميلة، وتعكس حُبًا عظيمًا متينًا، ..
فأخي وأختي ..
وإن تشاحنا، وبعد دقيقة رأيت دمعة في عينها، ينحرق قلبي في ألفٍ نارٍ ونارٍ إن لم أحضنها وأواسيها،
إن خدشتها بظفري، أشعر بكره شديدٍ لظفري وأودُ نزعهه لأنني أذيتُ حبيبة لي،
إن طردته من الفيس بوك أو تويتر أو الإيميل لأي سبب، يبقى الإحساس بالذنب والألم إلى أن أعيده مرة أخرى لا لشيء، فقط لأنه "أخي"، ولأنها "أختي" ولأني أحبهم في الله كثيرًا ‪<‬3
الصداقة جميلة، لكن معنى الأخوة أكبر، .. ومن الصديقات من يصلن للأخوة في الله، أحمدُ ربي وأشكره كثيرًا على أخوتي، أشقائي بالدم ثلاثة، وأخواتي بالروح أكثر ‪<‬3

‫حلم سنةِ الإنجاز

الاثنين، 6 يونيو 2011 في 12:55 ص

‫بدأت رواية حياتي من ثلاث سنين تقريبًا، عندما فاض بي الكيل وقررت الانتقال من مدرستي القديمة على الفور! لم أستطع احتمال سنة أخرى في تلك المهزلة، حسنًا .. لم تكن "مهزلة" حقًا، لكنها كانت كذلك إذا ما قارنها بأسلوبٍ رفيعٍ!‬
‫على أي حال، كُنا أمام خيارين، مدارس دوحة العلم الأهلية، مدارس البُشرى الأهلية، ولا زلت أذكر ذلك اليوم جيدًا، يوم السبت، أول أيام المدرسة بعد الإجازة الصيفية، زرنا مدرسة الدوحة في البداية، وطأت قدماي أرض ذلك الصرح العزيز لأول مرة، ووجد قلبي مكانه هُناك، لكن! لم يكن هُناك كُرسي لأختي الصغرى، زرنا مدارس البشرى، لكن قلبي وجد مسكنه ولن يقبل بخيارٍ ثانٍ، ويبدو أن الكراسي علمت ذلك فلم ينتظرني أحدهم! عُدنا إلى الدوحة، وييسر الله لنا التسجيل فيها، ثم عدنا للبيت!‬
‫،‬
‫ثاني أيام المدرسة، يوم الأحد، كُنت طفلةً خجلى، دُللت على الفصل الكبير في الدور الثالث، دخلت على حصة العربي، أستاذة هند! أول مُعلمة تعرفت عليها في تلك المدرسة، ‬أذكر تلك الجميلة الجالسة في أقصى الركن اليمين خلفي، ما إن خرجت المعلمة حتى أتتني، بنظراتها التحليلية، أجزم أني لم أعجبها يومها! ‪=‬D
لكني أحببتها في الله جدًا، كانت ولا زالت من أقرب الناس إلى هذا القلب الصغير في ينبض في داخلي ‪<‬3
أكملت ذلك العام في الاندماج ودخول ذلك العالم الجديد بالنسبة لي، رفيقتي وزميلتي في الصف العزيزة "مارية"، لا أعلم لم ظن الجميع أننا أقرباء في يومي الأول!! لكنها من أجمل الشخصيات التي عرفتها، كالأرنبة ‪<‬3
فريق المشاغبين الأذكياء، ألف وراء إذا ما اعتبرنا العين كالألف لقرب مخرجيهما، علياء، أسيل، روان ورنين .
لا أذكر الصيف الذي تلا ذلك العام كثيرًا، لكني أذكر أهم حدث فيه، انتقال غاليتنا علياء لتصبح قريبة قلبًا وروحًا فقط.
وبدأ فصل جديد تمامًا في رواية حياتي .. فصل المرحلة الثانوية، ما أجمله من فصل!
الفصل الدراسي الأول في الصف الأول الثانوي، ..
لا أذكر عنه الكثير أيضًا، جل ما أذكره هو التعايش مع هذه المرحلة الجديدة، ونظام المقررات الدراسي، أو النظام المُطور كما يُسمى، أشبه بنظام الجامعة في تقسيم المواد، لكل مادة عدد معين من الساعات في الأسبوع، والمناهج تختلف بطريقة ما عن المناهج في المدارس الثانوية العامة. ثم بدأت الفصل الدراسي الثاني .. وبدأت معه الأساطير، إنجازنا ذلك الفصل إعادة تصميم الديكور الداخلي لقاعة الدين في مدرستنا، وهي أكبر قاعة دراسية تقريبًا، .. أأحكي ما فعلنا أم مالم نفعل ؟ قُِمنا بتغيير طلاء الجدار بأنفسنا في ثلاثة أيام، كانت تجربة رائعة جدًا، وممُرضة كذلك لمن يعاني من أي تحسس من الروائح القوية كشخص أعرفه!
الفنانة عهد، من أبدع من قابلت في حياتي، قامت بالرسم على الجدار، بدرجات الأصفر المائل للبرتقالي، والأخضر المائل للأزرق، وكانت النتيجة جدًا جميلة، ولتني مُعلمة مادة الدين أستاذة ابتسام الشهري مسألة إدارة المشروع، وساعدتني عهد بحماسها ونشاطها وهمتها العالية جدًا، ولا زلت أجد تلك القاعة إلا اليوم ماهي إلا انعكاس لعمل فريقٍ من الصديقات وقائدتين مختلفتين جمعهم الحب ولم يفرقهم! زينا جدارًا كاملًا في تلك القاعة بلوحاتٍ مُصورة لمساجد ومحاريب، في ذلك الجدار روح مكة المكرمة، المدنية المنورة، قرطبة، واسطنبول ‪<‬3
وفي الركن، كانت التحفة الأخير، عمل الرائعة لُجين، كان ركن المكتبة، أربع أرفف مُتقاطعة، على خلفية خادعة بصريًا، وعامودين من الكُتب الملتفة من الأرض مُلامسة اثنين من الأرفف!
أول عمل أفخر به بشدة في رواية حياتي، لا أستطيع نسيان فخر مُديرة مدرستنا بعملنا، فكُل مشرفة زارت مدرستنا أُخذت في زيارة خاصة لقاعتنا تلك، أسفي الوحيد أن اسطورتنا لم تعش طويلًا، خربت بيد الزمن والأيدي المُخربة!
وفي هذا الفصل الدراسي شاركت في الحفل الختامي للمدرسة، في أغنية اللغة الانجليزية، لأول مرة في حياتي أغني بصوت مرتفع، لأول مرة يسمعني أحدهم أغني، لأول مرة أمسك المايكرفون وأغني أمام أحد! .. غنينا عن الصداقة، جزئيتي غنيتها مع الرائعة آلاء حريري، اثنين بصوت واحد، كبداية لي كانت رائعة، ولا أنسى صوت الجميلة الجميل! ‪<‬3
انتهى ذلك العام الدراسي الأول، وأتي الصيف، صيفٌ أسطوري آخر، صيف موهبة وجس العالم، صيف تشرفت فيه بمعرفة المُبدعات والعبقريات، صيف تعرفت فيه على فتيات لا أتخيل صورة لحياتي بدونهم، الجميلة سارة أزهر، إيناس الجهني، سارة سفر، هند كردي، اسراء جمال، اسراء المعلمي، صيف قابلتُ فيه المبدعتين هيفاء ولمياء، صيف الأختين رزان وبيان، صيف المعلمة الرائعة دكتورة أمينة الأحمدي، أستاذة عبير السريحي، أستاذة عفاف السلمي، دكتورة نادية بُندقجي، صيف الرائعات سماح ووديان وعائشة، أسماء وسارة فلمبان، صيف ولاء وسلمى وأ.رباب، صيف نورة وأمل ، خولة ولجين، صيف جمانة ودينا، زينب وغيداء، صيف أ.ابتسام، أ.حنان، أ.أفنان، صيف كُل من لا أذكر أسماءهم لكني أذكر وجوههم البسمة، ربي يكتب لهم الخير دائمًا يا الله.
ذلك الصيف فجر الطاقات في داخلي، علمني أني أستطيع، وأن بإمكاني أن أنجز .. بإمكاني أن أجعل التاريخ يسطر اسمي بحبر ذهبي برّاق، فقط علي أن أبادر، وأستمر!

بدأ العام الدراسي الجديد وروحي جديدة، لم أعد أروى كالعام الماضي، كُنت أروى أفضل، أنضج، أحكم، وصريحة مع نفسي قبل الآخرين أكثر والحمدلله، في الفصل الدراسي الأول .. بدأنا البحث العلمي في منتصفه تقريبًا، كانت في داخلي روح الصيف وروح موهبة، فكانت دافعًا كبيرًا لي، لكن على المستوى المدرسي .. كان إنجازنا في ذلك الفصل هو مشروع اللغة الإنجليزية بعنوان " Heal the World‪"‬
فيه كانت ثاني تجربة غنائية لي أمام أناس، أخترت أغنية جدًا بسيطة من المسرحية الغنائية " Les Miserables ‪"‬
وكانت رائعة! الحمدلله، كما غنينا عن الأمل والحياة، عن الاستمرار والمساعدة، غنينا عن العالم والجوع والفقر والأطفال، غنينا مُفضلتي " Heal the Wrod ‪"‬ لصاحب الصوت الأسطوري مايكل جاكسون.
نظمنا معرضًا على هيئة أركان، تقسمنا فرقًا وربطنا المواضيع المتنوعة بالعنوان بالأساسي بطريقة ما، وكان لي شرف الإشراف على هذا المشروع وإخراجه، وكالعادة صديقاتي وزميلاتي المُبدعات كُن خارقات ‪<‬3
لا زلت أذكر كلمة تلك المرأة، مُشرفة على ما أذكر، نادتني معلمتني لألقي السلام والتحية فقالت لي " مرة تانية أي شي تعمليه قولي لنا نحضر"!
في نهاية اليوم قمنا بتكريم معلمة اللغة الانجليزية، والتي كانت حقًا كأم ثانية لنا، وما حدث كان كالآتي :
أنا لمرشدتنا الطلابية من على المسرح: أتكلم عربي ولا انجليزي ؟
المرشدة: اليوم يوم الانجليزي، بدأتوها انجليزي كمولها انجليزي.
لا أذكر ما قلت بالتفصيل، لكني تحدث مُرتجلة بتلقائية مُعبرة عن حبنا وتقديرنا لما فعلته معلمتنا، قلت أن وجود شخص يؤمن بك ويشجعك ويدعمك وإبداعك دون حدود يعني الكثير لنا في هذا السن خصوصًا، أكانت كلمتي مُؤثرة لهذا الحد ؟ لا أعلم حقًا، لكني أعلم أن الدمع تجمع في عيني معلمتي، وعندما انتهيت مُعلمة أخرى قالت وعينيها مليئة بالدموع كذلك" لم أفهم حرفًا مما قلتِ، لكن الإحساس وصلني وتأثرت!"
أعدت ما قلت بالعربية، وختمنا يوم المشروع.
- لا حاجة لذكر كُل المرح الذي فعلناه على المسرح في القاعة الكبيرة عندما لم يبقى فيها غيرنا، طالبات الصف الثاني ثانوي! ‪=‬D
كذلك قمنا بعمل مشروع مادة الأحياء والرياضيات عن سرطان الثدي، عقدنا ندوة توعية صغيرة في المدرسة والحمدلله كانت جيدة.
،
ثم أتى البحث العلمي .. حقيقة لا أذكر متى بدأناه في الفصل الأول أم الثاني، لكني أذكر أنه أحتاج من الجهد والوقت الكثير، حدثت العديد من المشاكل لكن كان ختامها مسكًا، وفزنا في البحث العلمي الثالث على مستوى منطقة مكة المكرمة، وهو شرف شاركناه مع الرائعة إيناس الجهني ‪<‬3، والكثير من الرائعات الأخريات، كجمانة وسحر، نُهى، أسماء ومرام وأمواج، فايقة وهالة ومجد، هتون ووفاء، أروى ومها ‪<‬3
في البحث العلمي اشتركنا أنا وعهد وروان، وسُمينا الثلاثي المرح ‪=‬D
تمنيت لو قمنا بحساب أيام غيابنا عن المدرسة بسبب البحث! ليس غيابًا كاملًا، كُنا نحضر حصة أو اثنين ونخرج مع معلمتنا الرائعة مها لحضور دورة أو اجتماع .. إلخ، لكن أظن أننا غبنا ٣٠ يومًا متفرقة، ورُبما أكثر، لكنه كان أفضل أمرٍ حصل لنا في هذا الفصل، ومن أفضل الأمور في حياتنا.
حسنٌ هذا وجه واحدٌ من العملة اتشارك فيه مع صديقاتي، لكن بالنسبة لي كان لدي وجهٌ آخر، في هذا الفصل كُنت المسؤولة عن فقرة اللغة الانجليزية في الحفل الختامي، وقمت بإنتاج وإخراج "الأوبريت" الصغير إن كان من الصحيح أن نطلق عليه هذا اللقب، بدأناه بقصيدة من إلقاء غيداء، أغنية Send it On ‪,‬ ‪..‬
بدأتها روان، فنهاد، رفال، آلاء، هبة، وأنا في الدعم.
‏Waving Flag‪,‬ for Haiti Version
بدأتها الرائعة رَفال، فراون، هبة، رولا، آلاء، أنا، ملاك، وئام، والرائعة نهاد، وكان لي شرف اختتام الفقرة بنغمة هادئة كانت المفضلة لي عند سماعي للأغنية في أول مرة، على الرغم من أني اخطأت ، وعلى الرغم من سوء النظام الصوتي وكُل النشاز، يكفيني أن الفتيات كُن رائعات في معظم أيام التدريب، وهل أحتاج للقول أن يوم الحفلة كان في بداية تدريباتنا النهائية للمؤتمر ؟
وفي اليوم الذي كان من المفترض أن يكون إجازة رسمية من المدرسة، كُنت مع صديقاتي في إدارة النشاط للتدريب على الإلقاء بطريقة صحيحة وعلمية!
لذلك كان إنجازًا لي أن أنهي مشروعين رائعين بشهادة الجميع، وبنتيجة مرضية لي شخصيًا، دون أن يفلت مني زمام أعصابي أو أنهار والحمدلله!
لكن بسبب غيابنا الكثير جدًا، ولاسيما في اخر الأيام قبل وأثناء المؤتمر، كانت ثلاث أسابيع لم نحضر فيها إلا خمس أيام ولم يكن أي منها كاملًا، فكنا في المدرسة، لكن لم نحضر الحصص كُنا في قاعة المسرح نتدرب على الإلقاء أو نتناقش حول أي شيء يجب أن نتناقش حوله!
فعندما انتهينا من كُل شيء، عدنا إلى المدرسة ونحن نواجه مشكلة لتأخرنا في المنهج، وغيابنا عن العديد من الامتحانات، ولابد من تعويض كُل هذا!! الحمدلله ييسر لنا الله كُل شيء، وكانت نتائج امتحاناتنا بعد المؤتمر والغياب أعلى مما كانت قبله!
- شكرٌ خاصٌ كبيرٌ لصديقتي الرائعة روان نتو، ما شاء الله عليكِ حبيبتي، كُنت المعلمة لنا في الرياضيات والفيزياء، أي شيء لا نفهمه أو لم نذاكره من الأصل كانت تشرحه لنا بحبٍ وتفهم، فهي بالفعل حق المعلمة ‪<‬3

ما قصة سنة الإنجاز إذًا بعد كُل هذا ؟
في كُل سنة تختلف نسبتي النهائية في الفصل الأول عن الثاني، غالبًا في الفصل الثاني تكون أعلى والحمدلله، لكين لم أقترب يومًا من الـ ١٠٠٪
حدي ٩٩٪ وأرقام بعد الفاصلة، .. لكني أدعو أن ييسر الله لي هذه المرة أنا وصديقاتي الحصول على الدرجات الكاملة، لتصبح فعلًا سنة إنجاز كاملة، ولنثبت أن الاشتراك في أنشطة لا مدرسية، لا يؤثر على المحصلة النهائية!

وسلامتكم ‪:]‬

تفكر في القدوات

الأحد، 20 مارس 2011 في 10:56 م

أؤمن بشدة، اليوم أكثر من أى يومٍ آخر، أن كُل شيءٍ في هذه الحياة يحدث لسبب، كُل تفصيلٍ صغير، لا يوجد شيء يسمى الحظ، أو المصادفة! لكل شيء سبب وهدف نكتشفه إن نحنُ أبصرنا جيدًا ووعينا!
في الفترة الأخيرة، رُبما قبل شهرين من الآن، كُنت أتخبط بين أمورٍ عدةٍ، كانت لدي الكثير من الأسئلة التي لم أجد لها إيجاباتٍ، ولم أعرف من اسأل! كُنت أحتاجُ إنسانًا مثلي أثق في رأيه، .. وشاء الله أن يأتي لقاء نادي الكتاب اليوم! يعلم ربي كم احتجته ‪<‬3

تساؤل كان يدور في بالي عن القدوات، أناس محل ثقة يُلهمونك عمل أمرٍ ما، أناسٌ يساعدوك في معرفة ما تريد فعله، يكونون لك مثالًا!
لكم نحتاج إلى الكثير والكثير جدًا من القدوات الحقيقية!
لكن في الوقت ذاته، لا مانع من الاستفادة من جميع الأشخاص، حقيقة لا أستطيع نسيان تلك القصة التي سمعتها، .. وهي إن دلت على شيء، فتدل على منطقٍ حكيم وعقل متفتح رائع، فعندما يرى أحدهم أن في المغنية "نانسي عجرم" مدرسة في الإرادة وبذل الجهد لأنه وعلى الرغم من مشاغلها مع عائلتها ومع كُل ما يسبب لها من تعب، ما زالت تُقيم الحفلات الغنائية يومًا بعد يومٍ، في دولةٍ بعد دولة دون كللٍ!! فهي مدرسة في الهمة والإرادة والإلتزام!
مرحى ! يحيا هذا العقل الإيجابي! صمتُ بعدها، لم أستطع أن أضيف شيئًا، يُمكن للإنسان أن يتأثر بأي كائنٍ كان! لكن على المُسلم أن يأخذ ما يُفيده ويترك الباقي، لنطور من أنفسنا ولا نقلد!

ما زلتُ أذكر ذلك اليوم في الإجازة الصيفية، لا أعلم ما المُناسبة بالضبط، لكني سألت أمي عن "مايكل جاكسون"، لم أسمع له أغنية من قبل، ولم أعرف عنه من الشيء الكثير، فكان فضولي مُشتعلًا، .. دلتني على بعضٍ من أغانيه المشهورة، .. ودلني فضولي بعدها لأبحث عن حياة هذا الإنسان أكثر، ولماذا هو "أسطورة"! يصعب أن لا تكون أسطورةً عندما تكوني "الكاتب، الملحن، المغني، مساعد منتج، مساعد مخرج" لأكثر ألبومين مبيعًا في التاريخ، صحيح ؟
في فترة قراءتي لسيرة هذا الرجل، كان يزداد في داخلي إحساس يغمرني أكثر فأكثر، إن استطاع هو وابن ٩ سنين أن يحطم أرقامًا قياسيةً في ظلِ ذلك الزمن العنصري، ويكمل مسيرة حياته نجاحًا بعد نجاح لمَ يزيد عن الـ ٤٠ عامًا، فلمَ لا أستطيع أنا ؟ لمَ لا يستطيع أي أحدٍ أن يفعل هذا ؟
إن كان قد أستطاع أن يعرف ما يحب، ويعمل ما يحب، ويكون عظيمًا ومحبوبًا في كُل مكان، ويموت وهو أكثر إنسان حي معروف على وجه الأرض، لماذا لا يستطيع أحدنا أن يكون شيئًا عظيمًا أيضًا ؟!
ما المانع ؟!
أهو الخوف ما يمنعنا من التقدم دائمًا ؟ الخوف من الفشل، الخوف من اليأس، الخوف من المجتمع، الخوف من انتقادات الناس .. إلخ! لمَ هُو الخوف دائمًا جدارٌ ضخمٌ نبنيه يقطع طريقنا ؟ .. ما الذي سيحدث في الدنيا إن فشلنا ؟ إن انتقدتنا الناس والمجتمع، إن لم ننجح ؟ لم يجب أن تكون هذه مشكلة ؟

لماذا يكون الوضع مُختلفًا عندما يُخبّر أحدهم أنه سيموت بعد أسبوع، فتجده امتلأ بالحياة والرغبة في إنجاز الكثير قبل أن يغادر هذه الدنيا، في حين نبقى نحن كسالى على الرغم من علمنا التام لحتمية مغادرتنا جميعًا لهذه الحياة في أي لحظة ؟ أنخاف الفشل أكثر من خوفنا ضياع الوقت والفرص ؟!
يالنا من غرباء في تفكيرنا نحن أبناء آدم وحواء!

عجز الفقدان

الأحد، 9 يناير 2011 في 9:09 م


أتصدقون أني لم أشهد في حياتي موت قريبٍ ؟ لم أحضر "عزاءً" قط ؟
وإن حدث، فلم أكن في سن يسمح لي بالوعي أو التذكر!

،

يوم الأربعاء .. عُدنا من المدرسة ظُهرًا كعادتنا، وأثار تعبِ يوم الثلاثاء ما زالت المسيطرة، نصعد الدرجاتِ إلى الطابق الثاني لنرى أمي وأختي الصغرى - على غير العادة! - ولنُعلم الخبر، .. خال أمي عبد الله كُتبي، توفى رحمه الله صباحًا، قبل صلاة الفجرِ.
أتعلمون هذا الإحساس بقرب الفاجعة ؟ تجمدت، لم أعلم ما الذي يجب أن أفعله، جدتي سبقتنا مع خالي منذ ساعات إلى بيت المرحوم، وسنذهب نحنُ مع خالي الآخر لنقابل جدتي في مكان عامٍ.
مع التعب غلبني النعاس في السيارة وأنا أفكر فيما سيحدث، على أي حال ستكونُ جدتي.
اقتربنا من بوابة ذلك المطعم ولمحتها من خلف الزجاج، كما هي دائمًا، بوجهها الجميلِ المُضيء ودون أن يبدو عليها أي أثرٌ للصدمة أو الحزن، زاد المنظر من ارتباكي .. عندما اقتربت وسلمّت، لم ينطق لساني إلا بـ " كيف حالكم؟" كم كانت جُملةً بئيسة لتقال في هكذا موقف!
لكن جاءت الإجابة كالمعتاد .. " الحمدلله في خير حال "!
،
كان الغداء عاديًا، ليس كالمُعتاد مَرِحًا، لكنه "عاديّ" ..
من ضمن الأحاديث التي دارت، قال خالي كلامًا معناه: " أخوكي مات الله يرحمه، وما تحزني ؟ " بنبرته المرحة المُعتادة ..
ردها هو ما ألجمني، وأضاء لعيني نورًا كالشمسِ واضحًا!
قالت : " إنتَ لو تعرف إنه في الجنة بإذن الله محا تحزن، أليست الجنة أفضل من الدُنيا ؟ ما شاء الله عليه في آخر سنينه كان جدًا مُستقيم، فهو في الجنة بإذن الله، ليش أحزن وأنا عارفة إنه راح عند ربنا مرتاح ؟ "
إيمانكِ، إيمانكِ جدتي يُبكيني ..
يا رب، أغفر لعبد الله كُتبي، ارحمه واعفو عنه وأدخله جنات الفردوس خالدًا فيها يا رب، وأجمعه فيها بأحبابه ومُحبيه جميعًا آمنين تحت ظل عرشكَ الكريمِ يا رب.
،

حقيقة أنا لا أذكره جيدًا، أذكره كخيالٍ فقط، لم أقابله قريبًا .. لا أذكر بالضبط متى رأيته آخر مرة، لكن قبل ٤ سنوات كحدٍ أقل واللهُ أعلم، لكني لم أسمع وأعرف عنه إلا الخير.
،
في مساء الخميس كانت أولى أيام العزاء، ذهبت أمي مع جدتي من العصر، وبقيت مع أخوتي لنلحق بهم مساءً مع والدي، .. عند باب بيتهِ وقفنا، لم أحضر عزاءً قبلًا .. لا أعرف ما يجب فعله، كان مُربكًا ومثيرًا للحنق، الرغبة في فعلِ أمرٍ وعدم القدرة على احتواءه بالكامل!
دخلتُ من البابِ، .. عائشة وسمية أمامي، أبدو في اسوء حالاتي ارتباكًا كما أعتقد، تسألني سمية ما بي، .. "أول مرة في حياتي أجي عزا" لا أذكر جملتي الأخرى تحديدًا !
توجهني من يدي للغرفة على اليمين، تشير بيدها على صف من النساء المتشحات بالبياض .. "شوفي من هنا"
الحمدلله، كانت جدتي أولهن، قبل الصفِ، بعباءتها السوداء وغطاء رأسها الأبيض ‪<‬3 لم يقل لساني غير جُملة "عظم الله أجركم" مع المصافحة والقبلة على الخدين، امرأة لم أعرفها، زوجة خالو عبد الله رحمه الله، أربع أو خمس نساءٍ أخريات لم أعرفهنّ، الرقيقتان نجوان وفرح، لم أرهما إلا مرة واحدة قبل هذه، كان ومازال الانطباع الأول عنهما الرقة والهدوء .. لم أعرف ما أقول لفرح وهي أصغرُ مني سنًا .. شعورُ العجز هذا مؤلمٌ، تخيلتُ نفسي مكانها .. كيف سأشعر ؟ علي أي حالٍ سأكون ؟ حقًا .. "إنا لله، وإنا إليه راجعون" جميعًا ! ، اللهم أغفر لعبد الله إسماعيل كُتبي، اغفر له وارحمه واعفو عنه، وأدخله جناتٍ الفردوس خالدًا فيها مع من أحبَّ ومن أحبَّهُ فيكَ يا ربَّ العالمين <3>