تفكر في القدوات

الأحد، 20 مارس 2011 في 10:56 م

أؤمن بشدة، اليوم أكثر من أى يومٍ آخر، أن كُل شيءٍ في هذه الحياة يحدث لسبب، كُل تفصيلٍ صغير، لا يوجد شيء يسمى الحظ، أو المصادفة! لكل شيء سبب وهدف نكتشفه إن نحنُ أبصرنا جيدًا ووعينا!
في الفترة الأخيرة، رُبما قبل شهرين من الآن، كُنت أتخبط بين أمورٍ عدةٍ، كانت لدي الكثير من الأسئلة التي لم أجد لها إيجاباتٍ، ولم أعرف من اسأل! كُنت أحتاجُ إنسانًا مثلي أثق في رأيه، .. وشاء الله أن يأتي لقاء نادي الكتاب اليوم! يعلم ربي كم احتجته ‪<‬3

تساؤل كان يدور في بالي عن القدوات، أناس محل ثقة يُلهمونك عمل أمرٍ ما، أناسٌ يساعدوك في معرفة ما تريد فعله، يكونون لك مثالًا!
لكم نحتاج إلى الكثير والكثير جدًا من القدوات الحقيقية!
لكن في الوقت ذاته، لا مانع من الاستفادة من جميع الأشخاص، حقيقة لا أستطيع نسيان تلك القصة التي سمعتها، .. وهي إن دلت على شيء، فتدل على منطقٍ حكيم وعقل متفتح رائع، فعندما يرى أحدهم أن في المغنية "نانسي عجرم" مدرسة في الإرادة وبذل الجهد لأنه وعلى الرغم من مشاغلها مع عائلتها ومع كُل ما يسبب لها من تعب، ما زالت تُقيم الحفلات الغنائية يومًا بعد يومٍ، في دولةٍ بعد دولة دون كللٍ!! فهي مدرسة في الهمة والإرادة والإلتزام!
مرحى ! يحيا هذا العقل الإيجابي! صمتُ بعدها، لم أستطع أن أضيف شيئًا، يُمكن للإنسان أن يتأثر بأي كائنٍ كان! لكن على المُسلم أن يأخذ ما يُفيده ويترك الباقي، لنطور من أنفسنا ولا نقلد!

ما زلتُ أذكر ذلك اليوم في الإجازة الصيفية، لا أعلم ما المُناسبة بالضبط، لكني سألت أمي عن "مايكل جاكسون"، لم أسمع له أغنية من قبل، ولم أعرف عنه من الشيء الكثير، فكان فضولي مُشتعلًا، .. دلتني على بعضٍ من أغانيه المشهورة، .. ودلني فضولي بعدها لأبحث عن حياة هذا الإنسان أكثر، ولماذا هو "أسطورة"! يصعب أن لا تكون أسطورةً عندما تكوني "الكاتب، الملحن، المغني، مساعد منتج، مساعد مخرج" لأكثر ألبومين مبيعًا في التاريخ، صحيح ؟
في فترة قراءتي لسيرة هذا الرجل، كان يزداد في داخلي إحساس يغمرني أكثر فأكثر، إن استطاع هو وابن ٩ سنين أن يحطم أرقامًا قياسيةً في ظلِ ذلك الزمن العنصري، ويكمل مسيرة حياته نجاحًا بعد نجاح لمَ يزيد عن الـ ٤٠ عامًا، فلمَ لا أستطيع أنا ؟ لمَ لا يستطيع أي أحدٍ أن يفعل هذا ؟
إن كان قد أستطاع أن يعرف ما يحب، ويعمل ما يحب، ويكون عظيمًا ومحبوبًا في كُل مكان، ويموت وهو أكثر إنسان حي معروف على وجه الأرض، لماذا لا يستطيع أحدنا أن يكون شيئًا عظيمًا أيضًا ؟!
ما المانع ؟!
أهو الخوف ما يمنعنا من التقدم دائمًا ؟ الخوف من الفشل، الخوف من اليأس، الخوف من المجتمع، الخوف من انتقادات الناس .. إلخ! لمَ هُو الخوف دائمًا جدارٌ ضخمٌ نبنيه يقطع طريقنا ؟ .. ما الذي سيحدث في الدنيا إن فشلنا ؟ إن انتقدتنا الناس والمجتمع، إن لم ننجح ؟ لم يجب أن تكون هذه مشكلة ؟

لماذا يكون الوضع مُختلفًا عندما يُخبّر أحدهم أنه سيموت بعد أسبوع، فتجده امتلأ بالحياة والرغبة في إنجاز الكثير قبل أن يغادر هذه الدنيا، في حين نبقى نحن كسالى على الرغم من علمنا التام لحتمية مغادرتنا جميعًا لهذه الحياة في أي لحظة ؟ أنخاف الفشل أكثر من خوفنا ضياع الوقت والفرص ؟!
يالنا من غرباء في تفكيرنا نحن أبناء آدم وحواء!