إلى فلسطين .. مع الحُب

الجمعة، 3 ديسمبر 2010 في 7:35 م

"حظرت سلطات الإحتلال على المقدسيين دون الـ ٤٠ عامًا دخول المسجد الأقصى، فيمنا أمنت الحماية ليهود متطرفين لدخولة وإقامة شعائر يهودية، في وقات صادقت فيه ما تسمى "اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتنظيم والبناء" أمس على إقامة ٦٢٥ وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية."
- لم أجد المقال في الصحيفة إليكترونيًا، ولست في مزاج لأبحث أكثر، لذا اعذروني!

الله موجودٌ، هو يعلم كُل شيء، ويرى كُل شيءٍ، ربنا وربكِ موجودٌ يا فلسطين، وإن جميعنا هزمتنا أنفسنا ولم نستطع على شيطانًا تحكمًا، وأن تكاسلنا وضعفنا وادعينا أن هُناك غيرنا، وإن أنستنى أنانيتا ما تعنين، من أنتِ، ولم علينا أن نُعيدك، .. رب العالمين موجودٌ، هو القادر على كُل شيءٍ ..
إن لم نعمل نحنُ، سيستبدلنا، سيأتي بأقاومٍ غيرنا يفوزون، ويستردونكِ، سنموتُ نحنُ ونفنى ولا نكون شيئًا .. وسيشهد التاريخ أبطالًا مُسلمين، علامةً، قادةً وجندًا، مؤمنين مُحسنين، أقوياء شامخين، حبيبهم، رفيقهم، وحاميهم الأول والأخير ربهم، عليه يتوكلون .. وسيفتحونكِ.
سُسمون بالفاتحين، سيكون منهم شهداء وأبرارًا وخالدين، هُم كُلهم مُحبون للهِ، لأنهم سيفهمون، سيأتي هولاء الناس، سيأتونِ واللهِ سيأتون، ليس كلامي .. بل كلامي ربِ العالمين.
اصبري يا فلسطين فإن النصر آتٍ، .. إن لم يكن بأيدينا، فبأيدٍ قومٍ أعزهم الله بالإسلام واتخذوا الإسلام منهاجًا ودينًا.
مع كُل ما نسمعه ونقرأه اليوم يا فلسطين، أشعر بما لا أستطيع شرحه في كلماتٍ، لا أجدِ لي دُعاءً إلا أن ربي أهدني، أبصرني، وثبتني!
يارب، كُل الناس يتساقطون يا فلسطين، جميعهم، حتى الأقوياء منهم، يضيعون .. لا أكادُ أصدق أننا يومًا تشاركنا حُلم استرجعاكِ، لا أعلم كيف لشخصٍ يقعُ في حُبكِ أن ينساكِ! أنتِ الأبية، الرائعة، الطاهرةٍ، البريئة، والشجاعة! كُل شيءٍ فيكِ قوي، كُل شيءٍ فيكِ لا يُقهر، أرضكِ وسماءكِ، شجرُ زيتونكِ وأطفالك، أطفالك الأبطال، عصافير الجنة وطيورها هُم .
مع كُل فقيدٍ يولدُ اثنان، مع كُل شهيدٍ تُنفخ الروحِ في آخرَين، لنعلم أن وعد الله حقٌ وأنك ستعودين، العيشُ لأجلكِ سببٌ كافٍ، فبهِ سأعبدُ ربي، وأعيد مقدساتِ ديني، سأجاهد في سبيل ربي وديني، سأنقذ أرواح أطفالٍ بريئة، أليست روح مُسلمٍ واحدٌ تُهدر أعظم عند اللهِ من كُل مافي الأرض ؟!
ألهذه الدرجة نستبيح دماءَ أخواننا ؟! ..

،

فتاةٍ مثلي، تُحبُ الكتابة مثلي، تُحب التصوير مثلي، تُحب أن تفكر، أن تعبر، أن تُغني، أن تُطير .. تُحب أن تحلق في السماءِ بروحها، في بيتٍ بلا سقفٍ، ذو جدرانٍ ليست كاملةَ، في هذا البردِ ترتجف، فهي لا تملك غير قطعة ثياب واحدة، وَهبت ثيابها كما باقي الفلسطينيين للمُجاهدين، فهي تُحبُ وطنها، وتُحب أن تراهُ حُرًا !
لا تملك إلا أن تساعد أمها في تصبير أخوتها من يومٍ لآخر، فلا طعام ولا ماءَ، تقومَ الليل يقظة، تُدندن لأخوتها، تُحفّظهم آياتٍ صغيرة تحفظها هي، تُلحن لهم الشهادتينِ والصلاة الإبراهيمية، تُلحن لهم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، تقص عليهم حكاياتٍ عن أبطالٍ مُسلمين فتحوا بلدانًا كثيرةً، عينيها إلى السماء مرفوعةٍ، خاشعةً .. وقلبها يرتجف ..
يسألها شقيقها الصغيرُ :
- إن كان هُناك الكثير من الأبطال المُسلمين، لماذا لم يأتي أحدهم ويُحرر بلادنا إلى الآن ؟!

تتنهد .. بثقلٍ، تحبسُ الدمع في عينيها، لتكون قوية .. تنظرُ في صميم عيني الصغير لتتعمق فيهما، تمضي الثوان قبل أن تنطق :
- لأنهم لا يعرفون أنفسهم، لكنهم سيأتون في يومٍ ما، وعدنا الله أنهم سيأتون ويساعدونا، سيولدُ بطلٍ وبطلين وأبطالٌ في يومٍ ما، وسيعرفون أنهم أبطالٌ، وسيثقون في أنفسهمو يصنونها، لن يضيعوا أنفسهم كما يضيعوا الأبطال الآن أنفسهم، لكنهم سيأتون يا صغيري، ليس على صهوة الجياد كما أحكي لكم، سيأتون على أقدامهم، في السيارات، وفي الطائرات، وبالسفن، سيأتون بكُل طرق المواصلات، سيصلون إلينا، ويسترجعون فلسطين، سيفعلون بإذن الله.

بعينين بريئتين لامعتين، وصوت مُتهدجٍ يسأل :
- وهل سأكون موجودًا في ذلك اليوم لأرى كُل هؤلاء الأبطالِ ؟
- لا أدري يا حبيبي، لا أعلم إن كُنت سترى هؤلاء الأبطال أم لا، لكن أتعلم ماذا ؟ يُمكنك أن تكون أنت منهم، إن كُنت شُجاعًا، قويًا، مقدامًا، إن آمنت باللهِ أولًا وأخيرًا وتوكلت عليه، إن أيقنت أن العزة بالإسلام، إن صبرت وتحملت، وساعدت المجاهدين في سبيل الله، أتسمع عن كُل أولئك الشهداء الشجعان الذين يخططون كُل يومٍ لكي يهاجموا سريةً صهيونيةً ؟
- أهم أولئك المُلثمون الذين ذهب معهم أخي ولم يعد ؟
- نعم يا حبيبي، هؤلاء هُم أبطالنا، هُم من يُحاولون أن يستعيدوا أرضنا ووطنا وأمنا ومسجدنا، ألم ترى كيف يخافُ الجندي المُدجج بالسلاح من الصبي المُمسك بالحجرِ الصغير في يده ؟ لذلك هو بطل، لأنه يعلم أن سلاحه إيمانه بربه، لأنه يعلم أنه يفعل الحق، وهو على حق، لأنه يوقن أن الله معه، فالله معه دائمًا يحميه وينصره .
- هل يعني هذا أني إذا كُنت مثل الصبي سأصبح بطلًا ؟
- نعم يا أسامة، ستكون بطلًا شجاعًا وقويًا جدًا .

كانت تهمسُ له وتجيبه بإيمان، هي تعلمُ صحة ما تقول، وتوقنُ أن الله لن يضيع دماء كُل هؤلاء الشهداء .. هُم عنده في أعلى المنازل، لكن دمهم على هذه الأرض لن يُهدر، أبدًا! .. تأملت عينا شقيقها الصغير وهي تتسائل، ما سيحدث له عندما يكبُر ؟ أسينتهي حاله كباقي الأخوة ؟ واحدًا تلو الآخر يذهبون للجهادِ ولا يعودون، لكن لا دمعٌ ولا بكاءٌ ولا حُزنٌ، عندما تؤمن أنك تعملُ لأجل غيرك، أنك تُطيع ربك، سيثبت قلبك، سيُساندك ربك، نعم المُعين ونعم السند، كيف لا وهو القادر على كُل شيء ؟
- أختي، أختي ..

قاطعها صوت الصغير من تأملاتها لتنصت له مُكملًا :
- أين يذهب هؤلاء الأبطال جميعهم ؟ كِبارًا وصغارًا ؟

رفعت إصبعه عاليًا نحو سماءِ الليل المُظلمة، قالت له بصوتٍ حنونٍ :
- أترى تلك النجمات العاليات هُناك ؟ أترى تلك السماءِ البعيدة ؟ هي سبعُ طبقاتٍ، فوقها جميعًا، هُناك الله، هُناك ربنا، والجنة، إلى هُناك مثواهم، كُل هؤلاء الأبطال لا يموتون، بل تصعد أرواحهم إلى الجنة، تصعد أرواحهم إلى ربهم وخالقهم .
- وكيف هي الجنة ؟ صفيها لي يا أختي، أريد أن أعرف ما هي الجنة، أأستطيع زيارتها ؟

ابتسمت .. بألمٍ، .. ربّ احمِ هذا الصغير واحفظه :
- سنزورها جميعنا يومًا بإذن الله يا حبيبي، الجنة هي أجمل مكانٍ في هذا الكونِ، أتذكر مزرعتنا القديمة ؟ البساتين والبراري والسهول ؟ كيف كانت جميلة خلابة ؟ الجنة أجمل منها بكثير، مهما حاولت أن تتخيل جمالها، فهي أعلى من ذلك وأعلى، فيها كُل شيءٍ جميل، لا يوجد فيها ألمٌ ولا حزن ولا خوف ولا يأس، فيها الفرحة والبسمة والأمن والاطمئنان، فيه النعيم والمتعة اللانهائية، عندما نموت صالحين في هذه الدُنيا، تصعدُ أرواحنا إلى هُناك، سنرى هُناك كُل الأبطال، سنرى الأنبياء، سنرى إبراهيم عليه السلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم، سنراهم ونعيش معهم جميعًا، فيها كُل شيءٍ جميلٍ، كُل شيء ثمينٍ، كُل شيءٍ خلاب .. فيها كُل شيءٍ تريده، أنت فقط تُفكر فيما تريد، وستجده أمامك فورًا .
- هل سيكون لي حِصانٌ كحصاني الأبيض ؟ هل سأجدُ لُعبًا مثل لُعبي التي ضاعت ؟ هل سأرتدي ثيابًا جميلةً هُناك ؟ أسأستطيع النوم أيضًا ؟ لن يكون هُناك أصواتُ قنابل ولا صواريخ، صحيح ؟ .. هل سأرى أمجد ابن عمي أيضًا ؟

كان يسأل بغبطة ملئت صدره الصغير، ضمتهُ بقوةٍ لتُخفي دموعها، لا يجب أن تكون ضعيفة، أبدًا، يجب أن يصبروا ويتصابروا جميعًا، همست بصوتٍ مُطمئنٍ وعينيها تدمعان :
- بل سيكون لك حصانٌ أقوى وأجمل من حصانك، ستجدُ ألعابًا جميلًا وكثيرةً جدًا، سترتدي كُل يوم ثيابًا جديدة، لن تحتاج إلى النوم لأنك لن تتعب أبدًا، لن تسمع غير الأصوات الجميلة، وسترى جميع أصدقاءك وأبناء عمومتنا، فجميعهم شهداء، وجميعهم مسلمون، وجميعهم أطفال، فستراهم يا صغيري، ستراهم .

أخفى نفسه في حضنها وهم يقول بجذلٍ :
- أنا أحبُ الجنة، أريدُ أن أصعد إلى الجنةِ في أقربِ وقتٍ، أحب الله وأريدُ أن أراه، أحبُ محمدًا صلى الله عليه وسلم، وأريد أن أراه وأقبّله على رأسه لأنه أحبني كثيرًا على الرغم من أنه لم يرني، لكن معلمتنا قالت لنا أن رسولنا يحبنا جميعًا، فردًا، فردًا، لذا نشر رسالته فهو يريدنا جميعًا أن ندخل الجنة معه .

قبّلت شعره البني الداكنَ وهي تبتسم، ستدخل الجنة يا صغيري، ستصعد لها بإذن الله، ففي ووطنا، لا يموت إلا الشهداء، مرضى وجرحى ومقصوفين! .. ربّ احم الصغير واحفظه يا عليم يا قدير.

،

" الله أكبر الله أكبر، ... الله أكبر الله أكبر، .. أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، .. أشهد أن محمدًا رسول الله، .. أشهد أن محمدًا رسول الله، .. "
دوي قنابلَ اخترقَ سكونَ وخشوعَ صوت المؤذن الجميلِ، استيقظت الفتاة فزعة، لتجد يديها فارغتين، من حولها استيقظ باقي أخوتها الصغار، أسرعت تُهدئ من روعهم، وتنقلهم إلى غرفة والدتها، لتجد أمها وحدها تدعو :
- أمي، أين أسامة ؟!
- خرج إلى المسجدِ يا بُنيتي.

رحماك يا رب، بدأ القصف مع أذان الفجرِ، .. أسامة، احمه يا رب، احفظه، .. فتحت باب تحاول أن تنظر إلى الخارج، تبحثُ عن جسدٍ صغير بين تهاطل القنابل وأنوارها الصفراء والبيضاء، تصرخ بأعلى صوتها تُناديه :
- أسامة .. أين أنت يا أسامة ؟

تهتف إحدى الجَارات :
- قال أنه ذاهب إلى الجامع في أطراف الحي، خرج الأولاد يبحثون عنه أيضًا .

تركض، تسرع، تحاول أن تتجاهل ما تنطق بهِ أصوات الدبابات والسيارات القادمة من الاتجاه الذي تمضي إليه، تدعو أن لا يكون قد وصل إلى أطراف الحي، تدعو أن يحميه الله، تدعو بصمتٍ، بقلبٍ خائف، لا تدري كيف وصلت إلى هُناك، إلى بوابة الحي، شيء يشبه ابتسامة راحةٍ طافت على شفتيها، هاهو أمامها يقف، أمام البوابة، والجنود لم يصلوا بعد، تهتف :
- أسامة !

لم يلتفت، ما زالت هُناك أمتار بينهما، تقترب، تُنادي، .. ويُفتح الباب، يتحطم أمام مدفع الدبابة الضخمة، ترى جسد شقيقها وظله، ويديه الصغيرتان تمسكان بمقلاع أبيض، فيه حجرٌ صغيرٍ كحجم كفيه، تقفُ الدبابة، ويُفتح باب الدبابة العلوي ليخرج منه الجندي الصهيوني، بقبعته الحامية، يبتسم ساخرًا، يقول بعربية مُتكسرة :
- ما تريد أيها الصغير ؟ ألست تلعب مع أصدقاءك أم أنك ستعجلت حتفكَ ؟
- بسم الله، الله أكبر وأعظم وأجل!

يهتفُ بها صوتٌ طاهرٌ بريء، قوي مُجلجل، يطير الحجر، .. ليُصيب ما بين عيني الجندي، بعنين مُتسعتين يسقط نصفه العلوي على حافة الباب العلوي للدبابة، .. ترى كُل ذلك أمامها وهي تحاول أن تسرع، هي تعلم أن في الدبابة دائمًا جُنديين لا واحد، تعلمُ أنهم بلا قلوب ولا عقول، تعلم أنهم بشرٌ بالجسدِ فقط، تعلمُ أنهم ..
قطع صوتُ مدفعِ الدبابة تسلسل أفكارها، تراه بأم عينيها، تخترق القذيفة جسده الهش الصغير، ويسقط على جنبه الأيمن، وثيابه الرمادية مُصطبغة بالأحمر، لونُ الدمِ، تصرخ، تهتف، تدمع، تبكي ..
- أسامة، أسامة، أسامة ..

تصلُ إليهِ، تحضنه، تضمه، تقبل جبينه، تحاول بيديها أن تنزع قذيفة تُدمر بيتًا من جسده، يهمس بخفوتٍ ويبتسم :
- أختي، سأرى الله أخيرًا، وسأرى الرسول محمد، سأرى أمجد، وسألعب، وسأركب حصانًا جميلًآ جدًا، وسأكل كما أريد، أنا سعيد! .. أخيرًا سأفرح .

تبكي، تملأ الدموع عينيها ووجهها، وروحه تصعد .. لا تدري لمَ لم يُطلق عليها الجندي قذيفة هي أيضًا، لم تهتم، أرادت أن تحمله بين يديها، أرادت أن تبقيه معها أكثر، لكنها تعلمُ علم اليقين أن هذا من المُحال، تشهق، تحاول أن تمسح دموعها لترى وجهه المُنير، مُبتسمًا، مُطمئنًا، وادعًا، وطاهرًا .
تسمع صوت أحدهم، لم تفهم! تلتفت، لتجد إمام الجامع يحاول طمئنتها، ترى باقي أطفال ورجال الحي من وراءه، كُلٌ يقفُ صامتًا، دونما همسٍ ولا حركةٍ، يمدُ أحدهم يديه يحاول أن يأخذ الصغير من يديها، تأبي! .. هو شقيقها، لكنه كطفلها، ستكفنه هي، .. تقفُ ثابتةً، وتمشي تحمله بين يديها، والجميعُ خلفها، تنظرُ إلى وجهه مراتٍ ومراتٍ، ربّ .. أعلم أنه لن يتعذب بعد الآن، سنوات عمره السبع علمته مع الحربِ والإحتلال الكثير، علمته الألم، الخوف، القلق، واليأس، لكنه كان قويًا مؤمنًا، برغم صغر سنهِ، .. هو طيرٌ في الجنةِ، حيث سيسعد، سيلعب ويضحك، هو عند ربهِ في حال أفضل مما لو كان معنا، رضينا بما كتبت ياربنا، .. إنا لله وإنا إليه راجعون، إنا لله وإنا إليه راجعون جميعًا !
،
وهكذا رَحلَ .. رحل الشبلُ أسامة، كما رحل كثيرون غيره، في كُل يومٍ وكُل ساعةٍ يذهبُ شبلِ، وشبلٌ وأسدٌ آخر!
إلى متى .. ؟!



أروى ..

0 التعليقات

إرسال تعليق

شاركوني بحديثكم، .. فكُل شيء يحلو بالتكامل، وللنقاش جماله !