{ ~ ،، بَـتْـلَاتُ زَهْرَةٍ ..

السبت، 26 ديسمبر 2009 في 7:53 م


عندما كُنتُ أصغرَ سنًا ، قبل 4 إلى 5 سنواتٍ رُبما ، كان لي دفترٌ صغيرٌ أدّونُ فيهِ أمنياتي ، أفكاري ، واختراعاتي ، كانت جميعها تتمحورِ حول ( عالمٍ جميلٍ ) كُنتُ أعيشُ فيهِ ، يا لها من أيامٍ !

في تلكَ الأيامِ ذاتُها ، كُنت أتمنى أن أصبحَ وردةً، زهرةً !
كُنتُ أحلمُ أن أحيا كالأميراتِ ، في قصرِ كبيرٍ ، والشُرفة المُطلة على الحديقة الغنّاء ، الرائعة ، يتخللها نهرٌ صغيرٌ جارٍ ، ناهيك عن الغرفة الأميرية الوردية اللون ، السرير الكبير ذو الأعمدة ، والكثير .. الكثير !

تلكَ الطفلةُ كانت ولا زالت ، وستظل ، موجودةً فيّ ، لكنها كَبُرَت !
كبُرَت على اللُعبِ والأسرّة ذات الأعمدةِ! ،

لكن حلم الحديقة والقصر ما زال موجودًا ، إنما ليس هُنا ! ليسَ في هذه الحياةِ ، بل في جنانِ الخُلدِ بإذنِ اللهِ
– حسنًا ، لقول الحق ، مازلتُ أرغبُ في حديقةٍ جميلة هُنا! –

ما زلتُ إلى الآنَ أحلمُ بأن أُصبحَ زهرةً ، لكن زهرة من نوعٍ مُختلف ،

ومن هُنا جاءت هذه التسمية ، بَـتْـلَاتُ زَهْـرَةٍ ،
فالزهرةُ هي أنا ، .. والبتلاتُ هي ما تخطهُ أناملي ، بمُساعدةِ قلمي أو ريشتي ، مجازًا! –
هي خواطرٌ وأفكارٌ ، قصصٌ وحَكَاياتٌ ، آراءٌ وربما انتقاداتٌ ، ببساطةٍ شديدةٍ ، هي مدونتي ، مرآتي ، حيثُ تنعكسُ الـ " أنا " !


أروى عدنان شفي،
المعروفة بـ إكليل

أَساسٌ رَوحانيٌ !

السبت، 5 ديسمبر 2009 في 3:04 ص


كُنتُ في الليلة السابقةِ أكتبُ مقالًا عن مواقفَ حصلت معي خلال فترة أدائي لفريضة الحجِ ، وكان منها رؤيتي وسماعي لكلام مجموعةٍ من الداعياتِ ، وتعرضي شخصيًا لموقف مع إحدى الأخوات!
جميع هذه الأمور جعلت من حجِ هذا العامِ اسوأ ما يكونُ بالنسبة لي ، كُنت أتوقعُ – وأحتاجُ – جوًا روحانيًا خاصًا ، فلم أجد أكثرَ من ثرثراتِ نسائيةٍ مُستمرةٍ ، وجلبةٍ بلا خصوصية! ، مما أصابني بإحباطٍ شديدٍ ، كان حديثُ الداعياتِ عمومًا ، حثٌ على العباداتِ فرائضًا وسُننًا ، على نهجِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ، وترهيبٌ وتخويفٌ مما سحدثُ إن قصرنا .. إلخ !
حسنًا كُل هذا جميلٌ ، لكن ليس لمن هُم مثلي !!
إيماني ليس بتلك القوةِ ، ولا أملكَ تلك الروحانية الرائعة!
قبل سويعات كُنت في منزل جدتي ، كان التلفازُ مفتوحًا على قناةِ الرسالةِ ، برنامجُ أكاديمية إعداد القادةِ ، كان الحديثُ يدور حول أنماطِ الشخصيات الفعالة أو الناجحة – على حسب فهمي -، كانت الأستاذة بثينة الإبراهيم ، ومعها فتاةٌ من المنضمات للأكاديمية ،، والدكتور طارق السويدان ، والدكتور نادر غزال ،
وكانتِ الفتاة تقول أن الشخصيات الفعالة أو الناجحة ، تنقسم إلى ثلاثةِ أنواعٍ أو أنماط :
1. شخصيات مُنجزة ومُلتزمة .
2. شخصيات مُنجزة بدون إلتزام .
3. شخصيات ملتزمة بدون إنجاز .

والمقصود بالإلتزام هنا هو المنهج الروحاني والإيماني الوسطيّ ، فكان الحديثُ حول قسم الشخصيات المنجزة دون إلتزام ، فمن مشاكل هذه الشخصيات أنها :
1. تجدهم كثيروا الإكتئاب وتقلب المزاج دونما سبب مُعينٍ .
2. يفقدون حماسهم ويتوقفون عن العملِ مع أول عائقٍ يُقابلهم مهما كان صغيرًا .
3. غير سعداء بما حققوه من إنجازات مهما كانت كبيرة وظاهرة .
4. قلوبهم متعلقة بالدُنيا ، أكثر من تعلقهم وطلبهم لما بعدها (أي الآخرة) .
وجانبهم الروحاني ضعيفٌ ، هزيلٌ كما قالَ الدكتور طارق .

جميعُ ما ذكرَ بالأعلى ينطبقُ عليّ وحرفيًا ،، بعد ذكرِ المُشكلات تفضلتِ الأختُ بذكرِ بعضِ الحلولِ وأضاف إليها الدكتور طارق السويدان حلولًا أُخرى فكانت :
1. إعادة ترتيب الأولويات والأهداف وتنظيم العمل إعتمادًا عليها .
2. صنع مُحيط وبيئة روحانية وإيمانية .
3. التعرف على أصدقاء وأناس روحانين ذوي إيمانٍ قوي .

كُل هذا جميلٌ جدًا ، سعدتُ كثيرًا بعد سماعي لهذا الكلام ، .. لكن كيف ؟!
كيف أستطيعُ معرفة الأناس الروحانيين لأحتك بهم وأتعلم منهم ؟
كيف سأستطيعُ أن أبني لنفسي أساسًا روحانيًا إيمانيًا صحيحًا ؟!
قال لي البعضُ قراءة القرآن الكريمِ بتدبرٍ ،، الصلاة بخشوعٍ ، أو الخلوة مع النفس ،
لكن الأساس الروحاني هو عبارة عن مُعتقدات وأفكار وآراء ،
ما توصلتُ إليهِ شخصيًا هو أنهُ عليّ أن أفكر، واتأمل! لكن هذا أيضًا صعب ، والمُسلمُ يخافُ أن يجرهُ تفكيرهُ إلى الكفر والإلحاد والعياذ بالله!
إذا ما العمل ؟!
أحتاجُ من يوجهني ، ويرشدني ، ويعلمني .. أحتاجُ إلى شخصٍ يعلمُ !

آهٍ ، يا الله! =(
اعلمُ أني لستُ وحدي من أعاني هكذا ، بل هُناك كثيرٌ ممن هُم مثلي ، وجميعنا نحتاج لمن يمدُ لنا يدَ العونِ!
تمنيتُ حقًا لو كُنت معهم في أكاديمية إعداد القادة ، وما زلتُ أتمنى أن أنضم إليهم في يومٍ ما !

عسى اللهُ أن يوفقنا ويفتح علينا سبيل الرشاد ، ما بيدنا غيرُ الدعاءِ ..
فيا ربّ! .. يا ربّ ، يا علي يا قدير ، نسألك باسمك العظيم الذي جعلته في علم الغيب عندكَ ، أن ترضى عنا وتثبت أقدامنا وقلوبنا على طريق الحق المُستقيمِ ،
ربنا ارزقنا روحانيةً ، وإيمانًا متعمقين متأصلين في قلوبنا يا رب ،
وأعنا على شياطيننا ، ونفوسنا ، ورفقاءِ السوءِ يا رب العالمين ..،
آمين ، آمين .. وصلى الله وسلم على نبينا مُحمدٍ ، وعلى آله وصحبهِ وسلمِ أجمعين .



مُنَاجَاةٌ ~ }

الجمعة، 4 ديسمبر 2009 في 1:54 ص

نُــــــــــسُـــــكٌ


على ضفافِ نهرِ الحياة وقفنا ، نغترفٌ من ماءِ النهرِ قطراتٍ .. بين الحينِ والحينِ ، ويستمرُ النهرُ يجري ، دونما توقفٍ .. !

تأتي بين وقتٍ وأخرُ قواربٌ ، تحملنا معها لفتراتٍ قصيرةٍ ثمُ تضعنا على ضفةٍ جديدةٍ ، .. وتمضي !

في هذه السفينة التي حملت آلافًا ، بل ملايين ، اجتمعنا في فُسحةٍ خاليةٍ ، حيثُ أُقيمت طقوسِ العفو والعتقِ الأبديّ ، كُلٌ يؤدي طقسهُ كأفضلِ ما يستطيعُ ، راجيًا القبولَ والفوزَ بالعتقِ من الجحيمِ !
وعلامةُ قُبولِ النُسكِ والطقسِ .. رضا ، ثم تحسنُ علاقةٍ مع اللهِ عزّ وجلّ ، وحياةٌ دنيويةٌ .. بنيةِ نيلِ فردوسِ الجِنانِ !

في هذه الأوقاتِ يضطربُ القلبُ ويرجفُ ، خوفًا! .. ألا يُقبْلَ طقسهُ ، .. فبشارتهُ حينها ، قسوةٌ في القلبِ وخطيئةٌ لم تتب عنها ، ..فليُسرع تائبًا إلى ربهِ وليسئلهُ ..
ربنا تقبل منا ، إنكَ انتَ السميعُ مجيبُ الدعاء ، .. حمدًا للهِ حمدًا كثيرًا ، طيبًا ، مُباركًا فيهِ ، لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ ، وهو على كُل شيءٍ قدير ، أستغفركَ ربي وأتوبُ إليكَ .. من كُل ذنبٍ أذنبتهُ ، عالمًا أو جاهلًا بهِ ، ربنا أزل الغشاوةَ عن قلوبنا وعقولنا ، ربنا أرنا الحقَ حقًا بينا وأرزقنا اتباعهُ ، وأرنا الباطل باطلًا بينًا ، وارزقنا اجتنابهُ ، ربنا أعدَ الحقَ إلى أصحابهِ وتبُ علينا .. إنك أنتَ العفو التوابُ الغفور ،

يا ربنا .. أتيناكَ حاجين ، داعينَ ، راجين .. فاغفر لنا ذنوبنا ونقنا من الدنس ، ربنا طهر قلوبنا واجعلها صافيةً نقيةً طاهرةً نضرةً ، لينةَ غير قاسيةً ، مُبصرةً غيرَ عمياء ،، ثابتة على طريق الحقِ المُستقيمِ غير مائلة ، ..

يا رب .. نسالكُ باسمكَ العظيمِ الذي جعلتهُ في علمِ الغيبِ عندكَ ، أن تغفرَ لنا وتعفوَ عنا ، نحنُ وأهلينا ومن نحبُ يا رب العالمين .
ربنا نسألكَ بوجهكَ العظيمِ أن تُدخلنا الفردوسَ خالدين ، مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين ، نحنُ وأهلينا ومن نحبُّ يا ربّ ، يا ربّ .. آمين ، آمين ..

وصلى الله وسلم على نبينا مُحمدٍ ، وعلى آلهِ وصحبهِ وسلم أجمعين =)


مُناجاةٌ ، .. في قلبِ يومِ عرفةٍ ،
التاسع من ذي الحجةِ ،
في عام ألفً واربعمئةٍ وثلاثين ، للهجرةِ ،