أحاديثُ نَفسٍ ~ }

الثلاثاء، 28 يوليو 2009 في 10:35 م


أحــاديـثُ نــفـسٍ ..

{ 1 }


آهٍ يا نفسُ ، أتعلمين كما أعلمُ ما يجولُ في خاطري الآنَ ؟
الدمعُ يجري على وجنتيّ ، والقلبُ يفيضُ بالدمِ أنهارًا ،
ألا يعلمون ؟ ألا يفهمون ؟ لي ربٌ واحدٌ يؤويني ، وكم اخجلُ من مُلاقاتهِ بكل ما عملتُ ، حديثي يا نفسُ ، أمن نهاية لكل هذا ؟
هل سأصحو يومًا لأجد أن كُل ما حدث كان أضغاث أحلامٍ لا أكثر ؟ سئمتُ كُل تلك الأقنعة والمرايا ، لم أعد أعرف نفسي ، أهي هذه أم تلكَ ؟
سئمتُ التظاهر بالقوة لتحقيق المآربِ والآمال، سئمتُ ما أنا عليهِ الآن !
ألن يأتي يومٌ ، يأخذُ مع غروب شمسهِ كُل شيء ؟
أبحثُ عن الراحة حتى أظن أني وجدتُها ، لأكتشفَ بعد فترةٍ ما ، أنها ليس ما أصبو إليه أبدًا !
أكُتبَ عليّ القتالُ إلى أبدِ الدهر أم أنني فقط أضخمُ الأمورَ ؟
ليتني أعرف ، ليتني أعرف !


{ 2 }

أتعلمين يا نفسُ ، في هذا العقل الصغيرِ المُركبِ فوق رقبتي الأصغر ، الكثيرُ والكثيرُ جدًا مما أجهلُ أنا ذاتي ، مليءٌ وصعبٌ كالمتاهة المعقدة ، كم أتمنى أن أكتشف يومًا خباياهُ لأعرفهُ ، الآن لا أكادُ أجاريهِ في أفكارهِ ونتاج عملهِ ، ألم أخبركِ قبلًا بأنه عرض علي أفكارًا لمشاريع مما أطلق عليها اسم " مشاريع الحياة " ، حاولتُ طلبَ المُساعدة للبدء بها ، لكني في النهاية اتخذت قرارًا بالبدء وحدي ، ومع الوقتِ سأجدُ من يُساعدني ،
لكن أتعلمين ما الأكثرُ غرابة من كُل هذا ؟
عندما حانت اللحظة المناسبة للإعلان عن مشروعي ، ترددتُ !
ولم أعلن عنهُ إلى الآنِ !
لا أعلم لماذا حقًا ، هل هو الخوف من المجهول أم غيرهُ ، فقط أنا لا أعلم!
لكني الآن اتخذتُ قرارًا بالتنفيذ ،
أدعي الله أن يُعينني ويُساعدني .. يا رب ~ }


{ 3 }


إيهِ يا نفسُ كم أشتاقُ لكِ !
رُبما أنا أحادثك الآن لكني ما زلتُ أشتاقِ إليكِ كثيرًا !
أأخبرتكِ قبلًا أني أُحبكِ ؟
أُحبكِ كثيرًا جدًا ..
فأنتِ وحدكِ من أستطيعُ مُحادثتها وفقط!
لا تقومين بإجباري على أن أفرغ لكِ شيئًا ، فقط تنتظرين ، ولهذا تجديني أهرعُ إليك مُسرعةً كُل ما استطعتُ ، حقًا أحبكِ حبًا جمًا ،
شكرًا لكِ على كُل شيءٍ ،
شكرًا لكونكِ صديقتي ، ورفيقتي ، وحبيبتي الأولىِ ..،
أحبكِ .. :)



{ 4 }


أتعلمي يا نفس ، بعد كُل الذي قلتهُ لا أجدُ المزيد مما يُقال ،
لكني أرغبُ في الحديث ولو للحديث فقط ،
لذا سأثرثر كثيرًا ، ورجاءً تحمليني واصبري علي ..
قبل عدة أيامٍ ، حضرت دورة لأساسيات التصوير الفوتوغرافي ، استمتعتُ فيها كثيرًا ، يكفيني تعرفي على أناسٍ رائعينَ ، واحتكاكي بقليلٍ من البشرِ ، أحبُ البشر! وأحب الاحتكاك بهم ! معهم أشعرُ بأن لي وجودًا في هذه الحياةِ ، فأنا لا أخرجُ من البيت كثيرًا ، لذا أحاولُ استغلال كُل فرصةٍ ممكنةٍ ، والداي يحاولان التحكم في نوعية الأناس الذين ألتقي وأحتك بهم ، خوفًا من تعرضي لنوعٍ من " غسل الأدمغة " كما يبدو ، لكن مع الأسف لن يُفلحا ، فنوعها – ذوقهما المفضل – في البشر ، يختلفُ كثيرًا عن نوعيتي – ذوقي المفضل – في البشر!
لا يُهمُ ، فأنا أحاولُ عمل مشاريع أو الاحتكاك ببعض البشر لأتعرف وأحتك بآخرين أكثرَ،
بالمُناسبةِ ، ما سببُ انتشار موضة الاهتمام بأحاديث الناس؟!
صار جلُ همّ الأغلبية هو حديث الناس وما يقولوه عنهمُ ، لقد تعلمتُ في حياتي القصيرة أن حديث الناس هو آخر أمرٍ يجبُ أن أضعهُ في حسباني ، وإلا ضعت!
فمع اختلاف الأذواق والآراءِ ، لن تستطيع أبدًا أن ترضي الجميعَ !
أعاننا اللهُ وإياكمُ ،


{ 5 }

أحدثتكُ يا نفسي قبلًا عن المللِ ؟ التغيير ؟ الضياع ؟ الخداع ؟
في الآونةِ الأخيرة أشعرُ بأني تغيرتُ كثيرًا ، لا أعلمُ أللأمام أم الخلفِ! أصبحتُ ثقلًا وهمًا زائدًا على الجميعِ ، بدل أن كُنت المُعينةِ ، أصبحتُ المُعانة!
أشعرُ بالخزي من أجل ذلك ، أحاول أن أتجاوز هذه المرحلة بأسرع ما أستطيع ، أريدُ لكل ذلك أن ينتهي إلى الأبدِ ، لا أريدُ أن أراهُ مرةً أخرى أبدًا ،!

صحيح يا نفسي أحدثتكُ عن آخرِ ما حصل لجسدي ؟
في الآونة الأخيرة تطورت أمورٌ كثيرةٌ ، قبل قرابةِ الشهر أو أكثر بقليلً ، اضطررتُ إلى ارتداء نظارةٍ طبيةٍ من أجل عيناي ، علمتُ أني أعاني من قصرِ نظرٍ بسيطٍ – أشعرُ الآن أنه ازداد في الواقعِ! – لا أحبُ النظاراتِ ، صحيح أنها للقراءةِ والتلفازِ وأثناء جلوسي على جهازِ الكمبيوتر فحسب ، لكن في حال قيامي بأي منها دون ارتداء النظاراتِ ، تُرهق عيناي سريعًا ، وأشعرُ بالتعبِ!
لم أحب يومًا هذا النوع من المسؤولياتِ ، أعانني اللهُ ،
ألم أخبركِ أني أعاني من نوباتِ سعالٍ تكادُ تكونُ حادةً ؟
قبل عدةِ أيامٍ مضت ، أشعرُ بها تخرجُ من رئتي وصدري ، مخترقةً حنجرتي ، حتى تخرج ، مؤلمةٌ هي بعض الشيءِ ، لكنني أشعرُ ببعضِ الراحة بعدها على أية حالٍ ،
تقولُ والدتي أن من أسباب الكحةِ أو السعال عمومًا ، بعضٌ من الحساسية من شيءٍ ما ، وهو ما أعاني منه بشدةٍ ، منذُ صغري ،
لا أحبُ أن أتمارض كثيرًا ، أشعرُ بأني مُدللةٌ كثيرًا في شخصي ، وقد أفسدني التدليل هذا ، كما أنني جدُ طفوليةٍ ، بل ربما كان التعامل مع الأطفال أكثير سهولةً من التعاملِ معي ، ما يؤلمني الآن هو أمرُ أحبتي ، وكُل ما أسببهُ لهم من إزعاج وأذى ، لا تعلمين كم أكره ذاتي بسبب ذلكَ : (
أعانهم اللهُ ووفقهم ، وجزاهم عني كُل الخيرِ ..،


{ 6 }

أتعلمين يا نفسُ ، بدأت ذارعي تؤلمني ، فقد كتبتُ كثيرًا ، وخطُ يدي أصبح أسوأ مما هو سيءٌ من الأساسِ ، لكني سأستمرُ في الكتابة فأنا لا اعلم متى سأجدكِ مرةً أخرى ،

أحدثتكُ يا نفسُ عن أحبتي في اللهِ ؟
مَن نقشتُ أسماءهم حفرًا على جدارِ قلبي الصغير ، أحبتي هؤلاء مَن لا أستطيعُ شكرهم أو تعويضهم مهما فعلتُ ، أحبتي من كان لهم أكبرُ في الأثرِ فيّ وفيكِ ..
أخوةً وأخواتً ، هم كأشقائي وشقيقاتي الذين لم تدلهم أمي ، محفوظٌ أسمهمٌ ، منقوشٌ في تاريخ قلبي الصغيرِ " أُحبكم واللهُ يشهدُ " ..
جزاكمُ اللهُ كُل الخيرِ، وفقكُم وأعانهم ، وثبت قلوبكم على طريق الهدى والحقِ ، يا رب العالمين ..،


{ 7 }


أرأيتِ يا نفسي ، لقد انتصرت إرادتي ، وكاد يختفي ألمُ ذراعي 
حسنًا ، كُنتُ أريدُ أن أقول شيئًا لكني نسيتهُ!
لا يُهم ، سأتحدثُ عن هواياتي ،
هل أخبرتكِ قبلًا أني أحبُ القراءة والفن ؟ الأدب والفلسفة ؟
أحبهم كثيرًا جدًا ! لا أتقنهم كثيرًا رُبما ، لكني أحبهم وكفى ،
أحبُ أن اقرأ في الفلسفة وعلم النفس وتطوير الذاتِِ ، أحبُ الروايات البوليسية والمغامرات ، اه ! كم أحب الروايات التي تتحدثُ عن القرنِ الـ 18 الميلادي ، أعشقُ ذاك العصر!
لا أعلمُ لماذا ، رُبما بسبب القصورِ والأريافِ ، الأثواب والعربات ، الكبرياء والسمعة ، الفخرِ والمكانة ..الخ!
لا أتخيلُ نفسي أنتمي لذاك العصر بالطبعِ ، أنا فقط أحبهُ ،

أحدثتكِ قبلًا عن رواية كبرياء وهوى ؟ " الفخر والانحياز " في ترجمة أخرى ؟!
Pride and Prejudice
لقد وجدتُ لها فلمًا قبل عدة أيامٍ ، وأدمنتهُ كما أدمنتُ الروايةَ !
أحببتُ فيه كُل شيء ، الموسيقى الرائعة ، والأثواب البسيطة الناعمة – والتي لا تمتُ للكنباتِ بصلةٍ لحسنِ الحظِ ! –
رُبما أستطيع أن أخمّن لأقول بأن التصوير كان في ايرلندا أو اسكتلندا ، فالطبيعة هناك رائعةٌ كم سمعت !
وكذلك الأماكن الصور تم تصوير الفيلم ، أكثر من رائعة حقًا ، ربما الأمر الوحيد الذي لم يعجبني هو الممثلين ، السادة بالتحديد ، ربما لأني تخيلتهم على نحو مُختلفٍ ! لكن لا بأس بالفتياتِ،، ليس جميعهن! نصفهن فقط جيد ، أما النصف الآخر فلم يعجبني كذلك ! أما موسيقى الفيلم فرائعة! بحثتُ عنها حتى وجدتها ، ولحسن الحظ كانت عناوينها طبقًا للأحداثِ ، باعثة على الاسترخاء كثيرًا ، لا أستطيعُ التوقف عن سماعها ،
عاد ألمُ يدي مرة أخرى! لا بأس ، ما زال لدي أمرٌ أخيرٌ سأتحدثُ عنه ما لم يجد جديدٌ ، ثم سأنتهي ، أصمدي أيتها الذراع القوية ،
فهذا تمرينٌ لكِ


{ 8 }

أحدثتك قبلًا عن المثالية يا نفسي العزيزة ؟
في محوري الصغير ، وبسبب ظروفٍ مُعينةٍ ، يتوجبِ علي أن أكون ملاكًا مثاليًا دائمًا ، في كُل شيءٍ ! من الداخلِ والخارجِ ،
في الواقع تمت تربيتنا على هذه القاعدة منذ الصغر ، لا نرضى إلا بالأفضل والأكمل ، كثيرًا ما يكون هذا الأمرُ مُزعجًا ومُتعبًا ، ففي حال سفرنا لبلدٍ آخر لا نستطيع الإطلاع على أنواع طعام ذاك البلدِ حتى! فمعدتي أضعفُ من أن تتحملهُ في اغلبِ الأحيان ، حيث سينتهي بي الحال إلى قضاء عُطلتي في المشفى !

أنا مُدللةٌ كثيرًا ، ونعم أعلمُ ذلكَ ، لكن هل لديك حلٌ للتغلب على مثل هذا الدلال يا نفسي ؟
في كُل يوم ازداد عنادًا ، قسوةً ، وأنانية بسبب دلالي هذا!
بتُ أتمنى الخلاص الأبدي أحيانًا بسبب كُل شيءٍ ، لكن لا اعلم ..
فأنا المُذنبة الأولى قبل كُل شيءٍ ، وعلي أن احتمل كامل المسؤولية وحدي،
لا تنسيني من دعواتكِ يا نفسُ يا عزيزة .
أحبكِ .. ذاتكِ
++


{ 9 }

ها أنا ذا يا نفسُ ، لم أقوى على الابتعاد ،
أتعلمين يا نفسي ، هناك موضوعان اثنان أريدُ أن أحدثك عنهما ، وكيلا أنسى ، سأحدثك بالثاني قبل الأول ..

أتؤمنين يا نفسُ بالعصامية الذاتية ؟!
بمعنى .. هل يُمكنُ لشخصٍ أن يُربي نفسه بنفسهِ ؟!
أيمكنُ له أن يُغير تربية أهله لأخرى يُفضلها ؟
أيمكن لعائلة التُجار أن يظهر من بينها طبيبًا ؟
والعكسُ بالعكسِ ؟
أجيبيني يا نفسُ أهذا ممكنٌ أم لا ؟
وهل يعودُ الفضل في تربيته لذاته إلى من رباهُ ورعاهُ أولًا ، أم إلى الله سبحانه وتعالى وحدهُ ؟
حدثيني يا نفسُ ، فليّ في الأمرِ حيرةٌ كبيرةٌ !

أتعلمين يا نفسي ، لقد نسيتُ ما كُنت أودُ قولهُ !
نسيته مرةً أخرى !
نسألكَ الرحمة يا الله،
على كُلٍ لا يُهم ، فقد اكتفيت اليوم وأكملتها عشر!
جزاكِ الله عني كُل الخيرِ،
أحبكِ ..


{ 10 }

آهٍ يا نفسُ يا عزيزتي!
أتعلمين ، لقد طرأ في بالي حديثٌ عن الكسلِ قبل قليلٍ ،
في كثيرٍ من الأحيان يكون جدولي مليئًا بالكثير والكثير من الأعمالِ ،لكني لا أرغبُ بالقيام بأي منها!
أفضل الحديث مع أي شخصٍ على أن أقوم بما عليّ من واجباتٍ ، مع أن هذا الأمر ليس بدائم ، لكنه كثيرًا ما يحدث معي ،
وتحديدًا عند ازدياد الضغط والإرهاقِ ، فهل هذا أمرٌ طبيعي أم لا ؟
وهل هو نتاج الكسل أم بسبب مزاجيتي المُتعبة ؟
حقًا كم أودُ الحصول على إجاباتٍ للكثيرِ من الأسئلةِ التي تدور في بالي!
لكن قريبًا ، بإذن الله ، ربنا سيكون لنا لقاءٌ آخرُ ،
قريبًا بإذن الله تعالى ..،



أروى .. ذاتكِ ~ }